قال محمد بن يوسف الكِندي في "تاريخ الموالي المصريين": ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخْمِيمِي مولى لقريش، كان أبوه نُوبِيًّا.
وقال ابن يونس: كان عالمًا فصيحًا، حكيمًا، أصله من النُّوبة. مات سنة ٢٤٥.
قلت: كان ممن امتُحن وأوذي لكونه أتاهم بعلم لم يعهدوه، كان أول من تكلَّم بمصر في ترتيب الأحوال، وفي مقامات الأولياء. فقال الجهلةُ: هو زِنْديق.
قال السُّلَمي: لما مات أظلَّت الطيرُ جنازته، انتهى.
وقال ابن يونس: يكنى أبا الفيض، من قرية يقال لها: إِخْمِيم، وكان يقرأ الخط المقدم، لقيت غير واحد من أصحابه، كانوا يحكون لنا عنه عجائب، وأرَّخه في ذي القعدة.
وقال مسلمة بن قاسم: كان رجلًا صالحًا، زاهدًا، عالمًا، ورعًا، متفنِّنًا في العلوم، واحدًا في عصره.
وذكر ابن الطحَّان في "ذيل تاريخ مصر"(١)، في ترجمة ذي الكِفْل بن إبراهيم، وهو أخو ذي النون من طريق حَيُّون صاحب ذي النون: أن رجلين اختصما في ثلاث مئة إِرْدَبِّ قمح، فاعترف أحدهما بحق الآخر، وادَّعى العجز، فوعظه ذُو النون، فأصرَّ على أنه عاجز عن القضاء، فقال لصاحب الدَّين يصالحه على مئةِ أردبّ، فرضي.
فقال لأخيه ذي الكِفْل: كِلْ له مِنْ هذا البيت، وأَومَى إلى بيتٍ مهجور،