للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧ - ثم على المحدِّثين الضعفاء من قِبَل حفظهم، فلهم غَلَط وأوهام، ولم يُترَك حديثُهم، بل يُقبَل ما روَوْه في الشواهد، والاعتبارُ بهم لا في الأصول والحلال والحرام.

٨ - ثم على المحدّثين الصادقين، أو الشيوخ المستورين الذين فيهم لين ولم يبلغوا رتبةَ الأثبات المتقنين (١)، وما أوردت منهم إلَّا مَنْ وجدتُه في كتاب في أسماء الضعفاء.

٩ - ثم على خلق كثير من المجهولين، ممن يَنُصُّ أبو حاتم الرازي على أنه مجهول، أو يقول غيرُه: لا يُعرَف، أو: فيه جهالة، أو غيرَ ذلك من العبارات التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق، إذ المجهول غيرُ محتج به.

١٠ - ثم على الثقات الأثبات الذين فيهم بِدعة، والثقاتِ الذين تَكَلَّم فيهم مَنْ لا يُلتفت إلى كلامه ولا إلى تضعيفه، لكونه تعنَّتَ وخالف الجمهورَ من أولي النقد والتحرير، فإنَّا لا ندّعي العصمةَ من السهو والخطأ في الاجتهاد في غير الأنبياء .

ثم إن البدعة صُغْرى وكبرى، رَوَى عاصمٌ الأحول، عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يَسألون عن الإِسناد حتى وقعَتْ الفتنة (٢)، فلما وقعت: نظروا من كان من أهل السنَّة أخذوا حديثَه، ومن كان من أهل البِدَع تركوا حديثَه. وروى هشام، عن الحسن قال: لا تُفاتِحُوا أهل الأهواء (٣)، ولا تسمعوا منهم.


(١) العبارة في الأصول هكذا: "أو الشيوخ المستورين الذين لم يبلغوا رتبة الأثبات المتقنين" والمثبت من "الميزان" لأنه أوضح.
(٢) يعني الفتنة في مقتل سيدنا عثمان .
(٣) في "النهاية" ٣: ٤٠٧: "فاتحه: حاكَمَه، ومنه حديث لا تُفاتحوا أهلَ القَدَر أي لا تُحاكموهم، وقيل: لا تبدؤوهم بالمجادلة والمناظرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>