وسمع وهو ابن ثلاثَ عشرة، وبقي إلى سنة ستين وثلاث مئة، وبقي صاحبُه ابن رِيْذَه إلى سنة أربعين وأربع مئة، فكذاك العُلُوّ، انتهى.
وذكر الحاكم في "علوم الحديث" عن أبي علي النيسابوري: أنه كان سيِّئ الرأي فيه، ثم ذكر سبب ذلك أنه ذاكره حديثًا من حديث شعبة، فقال الطبراني: رواه غُنْدَر وشَبَابة عنه، قال أبو علي: فقلت: مَنْ حدَّثك؟ قال: حدثني عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما. قال أبو علي: وليس هو من حديث غُنْدَر.
قلت: وقد تتبع ذلك أبو نعيم على أبي عليّ، وروى حديث غُنْدَر، عن أبي علي بن الصوَّاف، عن عبد الله بن أحمد كما قال الطبراني، وبرئ الطبرانيُّ من عُهدته.
وقال الحافظ الضياء في "الجزء" الذي جمعه في الذبّ عن الطبراني: وَهِم الطبرانيُّ، فظن أنه سُئل عن رواية شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس. فهي التي عند غُنْدَر، عن شعبة، وهي التي رواها ابن الصوَّاف، عن عبد الله بن أحمد.
والمسؤول عنها روايةُ شعبة، عن عبد الملك بن مَيْسرة، عن طاوس، فهي التي انفرد بها عثمانُ بن عمر.
قال: والدليل على أنه لم يسمعه (١)، أنه ساق الطريقَيْن في كتابه الذي جمع فيه حديثَ شعبة، فأورد إِحْدَاهُما في ترجمة شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، من رواية غندر، عن شعبة، وأورد الأخرى في ترجمة شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، من رواية عثمان بن عمر، عن شعبة.