ثم قال الضياء: لو كان كُلُّ مَنْ وَهِم في حديث أو حديثين اتُّهم، لكان هذا لا يَسْلَم منه أحد.
ورواية الطبراني عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، قد تكلَّم ابن مَنْدَه فيه بسببها، واعتذر عنه أحمد بن منصور الشِّيرازي الحافظ، بنحو ما اعتذر به المصنِّف، وهو أنهما كانا أخوين أحمد وعبد الرحيم، فسمع الطبرانيُّ من عبد الرحيم، فظن أنه أحمد، فروى عن أحمد، واستمرَّ يروي عنه ما سمعه من عبد الرحيم.
وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان في قلب ابن مَرْدُويه على الطبراني، فتلفَّظ في سَعَة كلامه، فقال له أبو نعيم: كم كتبتَ عنه؟ فأشار إلى حُزْمة، فقال: فمن رأيتَ مثله؟ فلم يَقُل شيئًا.
وقال أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ: كتبت عن الطبراني ثلاث مئة ألف حديث، وهو ثقة، إلَّا أنه غلط في اسم عبد الرحيم بن البَرْقي.
قلت: وقد ذكر الطبراني في "مسند الشاميين" له، ما يدل على أنه كان يشكّ في اسم عبد الرحيم، فقال في ترجمة محمد بن مهاجر (١): حدثنا ابنُ البرقي، وأظن اسمه عبد الرحيم … فذكر حديثًا.
وقال أبو بكر بن مردُويه: دخلت بغداد، وتطلَّبت حديثَ إدريس بن جعفر العطار عن يزيد بن هارون، ورَوح بن عُبادة، فلم أجد إلا أحاديث معدودة. وقد روى الطبراني عن إدريس، عن يزيد كثيرًا، وكان الطبراني لقي هذا الشيخ فاغتنمه، والبَغادِدَةُ لم يكن عندهم إدريسُ بذاك، فلم يُكْثِروا عنه.
وقال أبو بكر بن أبي علي: كان الطبراني واسع العلم، كثير التصانيف، وقيل: ذهبت عيناه في آخر عمره رحمه الله تعالى.