مالك القَطِيعي، وأبي عمر محمد بن الأزرق، والحسين بن المنذر الأصبهاني قاضي حِصْن مهدي، وأبي الفتح المَرَاغي، وأبي جعفر محمد بن عيسى التُّرْجُماني المقرئ بالكَرْخ، وغيرهم.
ومن مناكير ما أتى به فيه من الحكايات أنه قال: كابَرَني في الحفظ ذاتَ يوم بحضرة فَنَّاخُسْرُو أبي شُجاعٍ -يعني عَضُدَ الدولة- رجلٌ يعرف بقرموطة، وكان حُفَظَةً للّغة، وكان بين يديه في النُّوبة فَرَس كان يسميه السِّماك، فقلت: أحفَظُنا لِلُّغة مَنْ قام إلى هذا الفَرَس، فجعل إصبَعَه على كل عُضْوٍ منه ومَفْصِل سَمَّاه من أسفله إلى أعلاه، وسُمْتُه ذلك، فجَبُنَ عنه، فأمرني أبو شجاعٍ بذلك ففعلتُ، فازدَدْتُ عنده حَظْوة.
قلت: وهذه الحكاية مشهورةٌ للأصمعي مع أبي عُبيدة.
وحكى فيه عن أبي سعيد، عن الأخفش، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: كان يغشى مجلسي أبو محلِّم، فيقعد حَجْرة من المسجد لا يتكلَّم، وينصرف آخرَ النهار، فلما طال ذلك قلت له: ما أراك يا فَتَى تَحْظى من مجلسنا هذا بشيءٍ، ولك تغشانا أشهرًا؟ قال: يا أبا عبد الله، ما يَغيب عن حِفْظي مما يجري شيءٌ، قلت: أعِد عليَّ منه شيئًا، قال: فاخذ يُعيد عليَّ أوائلَ المجالس، من أول حضوره إلى حيث انتهى به اليوم، وكَثُر عَجَبي من ذلك، فقلت: رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: "يُولَد في رأس كل أربعين سنة مَنْ يحفظ كلَّ شيء يسمعُه". وأراك ذاك، قال: أنا ذاك.
قلت: وهذا الحديث لا أصلَ له، وإنما ذكره ابنُ أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل"(١) من كلام الزُّهري، ولم يصحَّ أيضًا عن الزهري، فإنه ذكره في ترجمة الوليد بن عبيد الله فقال: روى عَمَّار بن رجاء، عن محمد بن بشير بن