مروان الكندي، عن الوليد بن عبيد الله، عن الزهري أنه قال: لا يولد الحافظ إلَّا في كل أربعين سنة، ومحمد بن بشير المذكورُ ضعيفٌ.
ومن عجائب صاعدٍ التي يُستدَلّ بها على مُجازفاته أنه قال في هذا الكتاب: حدثنا أبو علي التَّنوخي، حدثني أبي، حدثنا علي بن خلَّاد الرَّامَهُرْمُزي، حدثني أبو علي الحُصَيني بالبصرة قال: كان في جِيراني طُفَيليّ، وكان يرتَصِد خروجي كلَّ يوم، فإذا دُعيت إلى مَدْعاةِ صَنِيع، ركب بركوبي، فأُكْرِمَ من أجلي، وأُجْلِسَ إلى جانبي.
فضاق صدري من ذلك، واستحيَيْتُ أن أقابله بشيء منه، حتى عَمِل علي بن سليمان الهاشمي أميرُ البصرة صنيعًا دَعَاني فيه، فقلت: والله لئن وافى الطفيليُّ على عادته لأُخزيَنَّه، فلم يلبث أن ركب بركوبي، ونزل معي.
فلما تمكَّن الناس، ورُفع عليهم الطعام، قلت رافعًا صوتي في الملأ: حدَّثنا فلان عن فلان، عن نافع، عن ابن عمر ﵄: أن رسول الله ﷺ قال: "مَنْ حضر طعامًا لم يُدْعَ إليه، مَشَى فاسقًا وأكل حرامًا".
فلم أستتمَّ كلامي، حتى قال الطُّفيلي: يا أبا علي، لقد تحجَّرت واسعًا، وأبديتَ على هذا الطعام جَشَعًا، وأنْغَصْتَ عليه أَكِيلًا، كأنك طاويُ سَنَة، أو أن هذا الطعامَ كلَّه لا يُشْبِعك، ولقد نسبت الأميرَ إلى البُخل على طعامه، وهو يودّ أن يَحْضُر طعامه الإِنس والجن، ثم إنه ليس في المجلس أحدٌ إلَّا ويَظُن أنك رميتَه بهذا الحديث، حتى كأنك القائلُ:
لا أشتمُ الضَّيفَ إلَّا أن أقولَ له: … أباتَكَ اللَّهُ في أبياتِ عَمَّار
جَلْدُ الندى زاهدٌ في كل مَكْرُمةٍ … كأنما جِلْده في مَلة النَّار
ثم إنك تأتي إلى أشرف مَدْعاةٍ، وأعظم مَحْفِل، ثم تروي عن فلان -وقد