للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُدَّ على الزنا -عن نافع- وكان ضعيفَ العقل -عن ابن عمر- وهو لم يُحْسِن أن يطلِّق امرأته- وتركتَ حديث شعبة، عن قتادة، عن أنس : "طعامُ الواحد يكفي الاثنين، وطعامُ الاثنين يكفي الأربعة"

واسترسل صاعد في هذه الحكاية قدر وَرَقتين، وساق فيها عدةَ مقاطيع شعر. وقال في آخرها: إن الأمير عليَّ بن علي سليمان الهاشمي قال للطفيلي: يا سيِّدي مثلُك لا يكون طُفَيليًا، بل الطفيلي مَنْ تأكل أنتَ طعامَه … إلى غير ذلك من الهَذَر.

والحكاية المذكورة معروفة لنصر بن علي الجَهْضَمي، قد ذكرها الخطيبُ (١) وغيره بالسند الصحيح إليه، والحديثُ عنده عن دُرُسْت بن زياد، عن أبان بن طارق.

ثم ما استَحْيَى صاعدٌ أن يَنْسُب الكلامَ المرويَّ عن علي بن الجَعْد في حَقّ ابن عمر إلى هذا الطفيلي، ومَنْ تدبَّر الحكاية، علم أنها ملفَّقة، وأحسنُ أمره عندي أنه كان يكتُب من حفظه ويَتَساهل.

وقد ذكر الحُميدي في ترجمته، أنه كان أصلُه من الموصل، وأنه دخل الأندلس في أيام المنصور بن أبي عامر في حدود الثمانين وثلاث مئة، وكان عالمًا باللغة والأدب، طيبَ المعاشرة، فَكِهَ المُجالسة، فأكرمه المنصور.

وروى عنه من القدماء: أبو محمد بن حزم، وأبو مروان بن حيان، وغيرهما.

وقال: الحميدي: كان المنصور كثيرًا ما يَستغرب الألفاظ، ويسأل صاعدًا عنها فيجيب في الحال، وفي بعضٍ يَظْهر صِدْقُه. فمن ذلك، أن عاملًا للمنصور يسمى مَبْرَمان بن يزيد كتب إليه يذكر القَلْب والتَّزْبيل، وهما أمران يتعلَّقان


(١) في "التطفيل" ص ١٣٨ - ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>