للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تكلَّم فيه ابن عدي بكلامٍ فيه تحامُل، ثم في أثناء الترجمة أنصَفَ، ورجع عن الحَطّ عليه، وأثنى عليه بحيث إنه قال: ولولا أني شرطتُ أن كل من تكلم فيه ذكرته، وإلَّا كنت لا أذكره.

فأول ما قال فيه: كان صاحبَ حديث، وَرَّاقًا في أول أمره، يورّق على جده أحمد بن منيع، وعلى عمه علي بن عبد العزيز، وغيرهما، وكان يَبِيع أصوله في كل وقت.

سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول: سمعت أبا أحمد بن عَبْدوس يقول لأبي الطيب بن البغوي: لا تكن مثلَ أبيك، هو دائم بلا أصل، يَبِيع أصل نفسه.

قال ابن عدي: وافيت العراق سنة سبع وتسعين ومئتين، والناس أهل العلم والمشايخ منهم مُجْتَمِعين على ضعفه (١)، زاهدين في حضورِ مجلسه، ما رأيت في مجلسه ذلك الوقت، إلَّا دون العَشَرة غُرباء، بعد أن يسأل بنوه الغُرَباءَ مرةً بعد مرة حضورَ مجلس أبيهم.

وكان مُجَّانهم يقولون: في دار ابن منيع شجرةٌ تَحْمل داود بن عَمْرو مِنْ كثرة ما يَرْوِي عنه، وما علمت أحدًا حدَّث عن علي بن الجعد أكثر مما حدَّث هو، وسمعه قاسمُ المطرِّز يومًا يقول: حدثنا عُبَيد الله العَيْشي، فقال: في حِرِّ أُمِّ مَنْ يكذب.

وتكلم فيه قوم، ونسبوه إلى الكذب، فقال عبد الحميد الوراق: هو أتعس (٢) من أن يكذب. قال: وكان بذيءَ اللسان يتكلَّم في الثقات، سمعته


(١) كتب في ص فوق كلمة (مجتمعين): كذا.
(٢) هكذا في الأصول. وفي "الميزان": ألقس، وفي "الكامل": أنغش. وهو الصواب فيما أرى، ومعناه: أنه لا يُحسن الكذب لسلامة طويته.

<<  <  ج: ص:  >  >>