للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقولُ يومَ مات محمد بن يحيى المروزي: أنا قد ذهب بي عَمِّي إلى أبي عُبيد، وعاصم بن علي، وسمعتُ منهما.

قلت: لكنه ما ضَبَط ما سمع منهما.

إلى أن قال ابن عدي: فلما كَبِر وأسنَّ، ومات أصحاب الإِسناد، احتمله الناسُ، واجتمعوا عليه، ونَفَق عندهم، لكن كان مجلسُ ابن صاعدٍ أضعافَ مجلسه.

ومما أُنكر عليه: حديثُه عن كامل بن طلحة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد مرفوعًا: "ثلاثٌ لا يُفْطِرن الصائم … " (١) والصواب: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بدلَ مالك.

قلت: وقد وثَّقه الدارقطني، والخطيبُ، وغيرهما.

قال الخطيب: كان ثقة، ثبتًا، مُكثرًا، فَهِمًا، عارفًا. وقال: رأيت أبا عبيد، ولم أسمع منه، وأولُ ما كتبت الحديث سنة ٢٢٥.

قال: وولد سنة ٢١٤. مات البغوي ليلة الفطر سنة ٣١٧ ، فله مذ مات أربع مئة سنة وثماني سنين، وهذا الشيخ الحَجَّار، بينه وبين البغوي أربعةُ أَنْفُس، وهذا شيءٌ لا نظير له في الأعصار.

قال فيه السليماني: متَّهم بسرقة الحديث.

قلت: الرجل ثقةٌ مطلقًا، فلا عِبْرة بقول السليماني، انتهى.

وفي قوله: إن هذا الحديث مما أُنكر على البغوي: نَظَر، فقد أورده


(١) تمام الحديث: "القيء، والاحتلام، والحِجامة" كما مرّ في ترجمة عبد الله بن عيسى [٤٣٥٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>