الدارقطني في "غرائب مالك" عن دعلج بن أحمد، والحسن بن أحمد بن صالح قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا كامل بن طلحة … فذكره ثم قال: قال لنا دعلج، قال لنا أبو القاسم - يعني عبد الله المذكور- أخبرني موسى بن هارون، أن كاملًا رَجَع عنه. انتهى.
وإذا رجع كاملٌ عنه، فالذي يظهر أن عبد الله أيضًا رَجَع عنه، فلذلك لم يسمعه منه الدارقطني، وهو شيخُه، وقد أكثر عنه، فكيف يُنْكِر عليه.
وقد سبق بيانُ الصواب في سند هذا الحديث، في ترجمة عبد الله بن عيسى [٤٣٥٢].
وقول المؤلف:"لا نظير له في الأعصار" عجيبٌ، فقد وجدنا لذلك نظائر:
منها: أن بين ابن طَبَرْزَد، وبين إسماعيل بن عُلَيَّة أربعةُ أنفس، وبين وفاتيهما أربع مئة ونيف وعشرون سنة.
والفَخْر عليّ بينه وبين أبي قِلابة الرَّقاشي أربع مئة وأربع عشرة، وبينهما أربعةُ أنفس.
وتلميذُه صلاح الدين بن أبي عمر، بينه وبين أبي بكر الشافعي أربعة أنفس، وبين وفاتيهما أربع مئة وست وعشرون سنة.
وابن كُلَيب بينه وبين ابن المبارك أربعة أنفس، وبين وفاتيهما أربع مئة سنة وبضع عشرة.
وجماعةٌ من شيوخنا الآن أحياء في سنة خمس وثمان مئة، بينهم وبين ابن أبي شريح في أربع مئة وعشر سنين أربعةُ أنفس.
ولو تدبر المحدِّث مثل هذا، لوجد منه جماعة، وقد عزمتُ أن أجمع ذلك إن شاء الله تعالى.