قال الخطيب: كان ثقة دينًا، فاضلًا. وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القُتَيبي كذّاب.
قلت: هذه مجازفةٌ قبيحة، وكلامُ مَنْ لم يخف الله.
ورأيت في "مرآة الزمان" أن الدارقطني قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التَّشبيه، [منحَرِف عن العِتْرَة](١)، وكلامُه يدلّ عليه.
وقال البيهقي: كان يرى رأي الكَرَّامية.
وقال ابن المنادي: مات في رجب سنة ٢٧٦، من هَرِيسة بَلَعها سخنة فأهلكته، انتهى.
وبقية كلامه: أنه لما أكل الهَرِيسة، أصابته حَرَارة، فصاح صيحةً شديدة، ثم أُغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هَدَأ، ثم لم يزل يتشهَّد إلى السَّحَر، ثم مات، وذلك أول ليلة من رجب.
وقال أبو نصر الوائلي: قال محمد بن عبد الله الحافظ: كان ابن قتيبة يتعاطى التقدُّم في العلوم ولم يرضه أهلُ علمٍ منها، وإنما الإِمام المقبولُ عند الكُلّ أبو عبيد.
قلت: ذَيَّل ابنُ قتيبة على أبي عبيدٍ في "غريب الحديث" ذَيْلًا يزيد على حجمه، وعمل عليه كتابًا فيه اعتراضات، ورَدَّ على أبي عُبيد، فانتصر محمد بن نصر المروزي لأبي عُبيد، ورَدَّ رَدَّ ابنِ قتيبة.
وقال الخطيب: روى عنه ابنه أحمد، وعبد الله بن عبد الرحمن السكري، وعبد الله بن جعفر بن دُرُسْتُويه، وآخرون.
(١) قوله: "منحرف عن العترة" ليس في الأصول. وهو من ط ٣: ٣٥٨. وصوابه: منحرفًا.