محمد بن الحسن فكتب كتبهم، فاختلف الناس إليه، وعُرض عليه القضاء فلم يقبله، فقرَّبه المأمون، وأتاه ذو الرِّياستين إلى منزله فلم يتحرَّك له.
حكاه الحاكم في "تاريخه" وقال في أوّل ترجمته: سمع من منصور بن عبد الحميد المروزي صاحب أنس، ومن مالكٍ وابن أبي ذِئب والثَّوري وشُعبة وإسماعيل بن عياش وأبي حمزة السُّكّري وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل، وأبو خَيثمة، وأكثَرَ عنه أيوب بن الحسن وعلي بن الحسن الهلالي.
وقال محمد بن عبد الوهاب الفَرّاء: عَرَض عليه المأمون القضاء فامتنع فأعفاه، فرجع إلى منزله فتصدّق بعشرة آلاف درهم. مات سنة عشر وقيل: إحدى عشرة ومئتين.
وله عن قيس بن الرَّبيع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر ﵄ مرفوعًا:"المؤذن المحتَسِبُ كالمتشحِّط في دَمه، فإذا مات لم يُدَوِّد في قبره". قال الحاكم: تفرّد به عن قيس.
وقال الدارقطني: مشهور، وليس بالقوي عن قيس بن الرَّبيع.
وقال العُقيلي: خُراساني كثير الوَهَم، وأورد له عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة حديثَ:"من صلَّى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة … " الحديث. وقد رواه حجّاج بن مِنْهال، عن حماد، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم حَبِيبة، وهو المحفوظ. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
أما إبراهيم بن رُسْتُم الحناط الكوفي، جليسُ أبي بكر بن عياش، فما عرفتُ فيه مقالًا، روى ابن أبي الدنيا من طريق رستم بن الحسين، عنه، أثرًا موقوفًا.