ورواه الحاكم في "المستدرك"، ظنًا منه أن حُميد الأعرج هو حميد بن قيس المكي الثقة، وهو وَهَم منه. وقد رواه من طريق عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، وخلف بن خليفة، جميعًا عن حُمَيد بدون هذه الزيادة.
وقد رويناه من طرق ليس فيها هذه الزيادة، وما أدري ما أقول في ابن بَطَّة بعد هذا! فما أشك أن إسماعيل بن محمد الصفار لم يحدِّث بهذا قط، والله أعلم بغيبه.
وقال أبو الفتح القواس: ذكرت لأبي سَعْد الإسماعيلي ابنَ بطة، وعلمه وزهده، فخرج إليه، فلما عاد قال لي: هو فوق الوصف.
قال الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي العُكْبَري قال: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث، ولا في غيرهم، أحسنَ هيئة من ابن بطة. ومات سنة ٣٨٧.
وقال أبو ذر الهروي: سمعت نصر الأندلسي - وكان يحفظ ويفهم، ورحل إلى خراسان - قال: خرجت إلى عُكْبَرَا، فكتبت عن شيخٍ بها، عن أبي خليفة، وعن ابن بطة. ورجعتُ إلى بغداد، فقال الدارقطني: أيشٍ كتبتَ عن ابن بطة؟ قلت: كتابُ "السنن" لرجاء بن مُرَجَّا، حدثني به عن حفص بن عمر الأَرْدَبيلي، عن رجاء بن مرجَّا، فقال الدارقطني: هذا مُحال، دخل رجاء بن مُرجا بغداد سنة أربعين، ودخل حفصُ بن عمر سنة سبعين، فكيف سمع منه؟!
وحكى الحسن بن شهاب نحو هذه الحكاية، عن الدارقطني وزاد: إنهم أبردوا بريدًا إلى أَرْدَبيل، وكان ولدُ حفص بن عمر حيًا هناك، فعاد جوابُه أن أباه لم يروه عن رجاء بن مرجا، ولم يَرَه قط، وأن مولده كان بعد موته بسنتين.
قال: فتتبَّع ابنُ بطة النُّسَخ التي كتبت عنه، وغَيَّر الرواية، وجعلَ مكانها: