وسلَّم يقول:"النَّفخ في الطعام والشراب حرام، والنَّبِيذ حرام، والدِّيباج حرام، والخصيان حرام".
قال: وكان عليٌّ يسلّم تسليمة واحدة، وكان يرفع يديه رفعًا واحدًا في أول صلاته، وكان يقلع نعليه، ويغسل رجليه ولا يمسح.
قال: ورأيت عائشة طويلةً بيضاء، بوجهها أثرٌ من جُدَري، وسمعتُها تقول لأخيها محمَّدٍ يوم الجَمَل: أحرقَكَ اللّه بالنار في الدنيا والآخرة، وسمعت عثمان يقول لمحمد بن أبي بكر، وقد أخذَ بلحيته: خلِّ عنها فقد كان أبوكَ يُكرمها.
قال: ورأيت الأشتر النَّخَعي وقد طَعَن عثمانَ بسَهْمٍ في نحره. وقال: هذا الأمر الذي بِعَيْنِي ضربةٌ ضربنيها بِرْذَون عليّ يوم صِفّين.
قال: وسأَلناه عن عمرو بن العاصي فقال: عمرو غُلام معاوية.
قال: ورأينا معه أولاده وأولادَ أولاده، ومنهم مُرْد وأحداث، وهو أسمرُ نحيف معروق، وكان يركب الخيلَ.
قال: وقال لنا: كنّاني عليٌّ أبا الدنيا.
قال: ولما قدم القيروان، أمر صاحبُها بإخراج البُرُدِ إلى زَوِيلة ومَرَنْدَة يسأل عن صِدقه فيما ادَّعاه من العُمر، فرجعوا يقولون عن القوم: إنهم يعرفونه، وإن شيوخهم يذكرون عن آبائهم وأجدادهم أنه يَصْدُق، ثم توجَّه إلى مَرَنْدَة.
قال: وسمعت القاضي عبد المجيد بن عبد اللّه يقول: لم تزل الشيوخ الذين أدركناهم ببلدنا يعرفون هذا المعمَّر.
قال تميم: وأخبرنا المعمَّر قال: أنا من أهل اليمن، وذهبَتْ لنا إبلٌ، فخرجتُ مع أبي لأطلبها وأنا أمردُ، فعَطِشت فوقعتُ على عينِ ماءٍ أبيضَ تَصُبّ في الصحراء، فشربتُ منه، فإذا برُجلين فقالا لي: أشربتَ من العين؟ قلت: نعم، قالا: فإنك تعيش ثلاث مئة سنة وزيادة. قال تميم: واتصلت لنا وفاةُ المعمّر سنة ٣١٦.