وروى ابن عساكر أيضًا عن زاهر بن طاهر، عن سعيد بن محمد، عن علي بن خاقان العرى (١) قال: لقيت عليَّ بن عثمان الخطابي المغربي، وسأله بعضُ الناس: كم يعدّ الشيخ؟ قال: ثلاث مئة إلَّا خمس سنين، قيل: مَنْ تذكر من الصحابة! قال: كلَّهم، خلا النبي ﷺ، وفاطمة.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: أخبرنا أبو سعد حَمْد بن علي الرُّهاوي، حدثنا أبو بكر عبد الرحيم بن أحمد بن نصر، حدثنا محمد بن إدريس الجرجاني، سمعت المعمر يقول: أنا ابن ثلاث مئة وخمس سنين، وسمعتُ من علي بن أبي طالب.
وقال أبو القاسم يحيى بن علي الطحَّان في "ذيل تاريخ مصر": قَدِم من المغرب إلى مصر سنة عشر وثلاث مئة عليُّ بن عثمان بن خطاب أبو الدنيا، وذكر أنه رأى علي بن أبي طالب، ومعاوية، وغيرهما، وأنه أتى له من العمر ثلاث مئة سنة ونيف.
ثم أخرج عن عبد العزيز بن فرج وغيره قالا: حدثنا علي بن عثمان بن خطاب، سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: "من كذب عليَّ … " الحديث.
ورأيت في "فوائد" أبي محمد العثماني، من حديث أبي إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني، حدثنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة الحسيني، حدثنا أبو الحسن، حدثنا أبو محمد، حدثنا علي بن الخطاب المعمر، حدثني أمير المؤمنين علي … فذكر حديثًا. قال منصور بن سَلِيم في "تاريخه": الميمونُ ثقة، وشيخُه لا يعرف، وهذا المعمَّر لا يصح وجودُه عند علماء النَّقْل.
(١) هكذا في الأصول بغير إعجام، وعليه تضبيب. وفي ط ٤: ١٣٨ (القرشي).