للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدها: أن دحية لم يُعقِب.

الثاني: أن على هؤلاء لوائحُ البَرْبَرِية.

وثالثها: بتقدير وجود ذلك، قد سقط منه آباء، فلا يمكن أن يكون بينه وبينه عشرة أنفس.

وله أسمعة كثيرة بالأندلس، وحدث بتونس في حدود التسعين وخمس مئة، وقدم البلاد، ودخل العجم، ولحق أبا جعفر الصيدلاني، وسمع حديث الطبراني عاليًا.

وكان بصيرًا بالحديث، لغتِهِ ورجالِهِ ومعانِيه، وأدّب الملك الكامل في شبيبته، فلما مَلَك الديار المصرية، نال ابنُ دحية دنيا ورياسة. وكان يزعم أنه قرأ "صحيح" مسلم مِنْ حِفْظِه على شيخ بالمغرب.

قال الحافظ الضياء: لم يُعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة، ثم قال: أخبرني إبراهيم السَّنْهوري، أن مشايخ الغَرْب كتبوا له جَرْحه وتضعيفه، قال: فرأيت أنا منه غيرَ شيء مما يدل على ذلك.

قلت: وذكر أنه حدثه "بالموطأ" عاليًا أبو الحسن بن حُنين الكِنَاني، وابن خليل القَيْسي قالا: حدثنا محمد بن فَرَج الطلّاع.

أقول: فأما ابن خليل، فإنه سكن مَرّاكُش وفاس، وكان ابن دحية بالأندلس فكيف لقيه وسمع منه؟ وكذلك ابن حُنَين، فإنه خرج عن الأندلس ولم يَعُدْ، بل سكن مدينة فاس، ومات بها سنة ٥٦٩!

فبالجهد أن يكون ابنُ دحية روى "الموطأ" عن هذين بالإِجازة، فالله أعلم، أو استباح ذلك على رأي مَن يسوِّغ قول: حدثني بكذا، ويكون إجازة، لكنه قد صَرَّح بالسماع فيما أُرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>