وكان في أول أمره فقيرًا. ثم اتفق أنه صاهر تاجرًا متموّلًا له ولدان فزوَّجهما ابنتيه، ومات التاجرُ، فتقلَّب الفخر في ذلك المال، وصار من رؤساء ذلك الزمان، يقوم على رأسه خمسون مملوكًا بمناطق الذهب، وحُلَلِ الوَشْي، قاله ابن الرَّبيب في "تاريخه".
قال: وكان قال للسلطان يومًا: نحنُ في ظِلّ سيفك، فقال له السلطان: ونحن في شَمْس علمك، قال: وكانت له أوراد من صلاة وصيام لا يُخلّ بها، وكان مع تبحُّره في الأصول يقول: من التزم دينَ العجائزِ فهو الفائزُ، وكان يُعاب بإيراد الشُّبَه الشديدة، ويقصّر في حَلِّها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشُّبَه نَقْدًا، ويَحُلُّها نَسِيئةً!
وقد ذكره ابنُ دحية فمدحَ وذمَّ. وذكره ابن شامة، فحكى عنه أشياء رديئة، وكانت وفاته بَهَراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مئة.
ورأيت في "الإكسير في علم التفسير" للنجم الطُّوفي ما ملخصه: ما رأيت في التفاسير أجمعَ لغالبِ علم التفسير من "القُرْطبي"، ومن "تفسير" الإمام فخر الدين، إلَّا أنه كثيرُ العيوب، فحدثني شرف الدين النَّصِيبي، عن شيخه سراج الدين الشِّرِمْساحي المغربي: أنه صنف كتابَ "المآخِذ" في مجلدين، بيَّن فيهما ما في "تفسير" الفخر من الزَّيف والبَهْرَج وكان ينقُم عليه كثيرًا، ويقول: يوردُ شُبَهَ المخالفين في المذهب والدِّين، على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهبَ أهل السنَّة والحق على غاية ما يكون من الوَهَاء.
قال الطُّوفي: ولَعَمري إن هذا دأبُه في كتبه الكلامية والحِكَمية، حتى