للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النسائي، وكتب بالشام والحجاز ومصر والعراق والجزيرة وخراسان، وولي قضاء سمرقند مدة.

وكان عارفًا بالطب والنجوم والكلام والفقه، رأسًا في معرفة الحديث، وقد سمع ببخارى من عمر بن محمد بن بُجَير، وقد سكن قبل الأربعين سنواتٍ بنيسابور، وبنى الخانْكَاه، وحدَّث بمصنفاته، ثم رُدّ إلى وطنه.

وقال الإِمام أبو عمرو بن الصلاح، وذكره في "طبقات الشافعية": "غَلِط الغَلَط الفاحشَ في تصرفه" (١)، وصدق أبو عمرو، له أوهامٌ كثيرة تتبَّع بعضَها الحافظُ ضياء الدين.

وقد بدت من ابن حبان هَفْوة، فطعنوا فيه لَهَا. قال أبو إسماعيل الأنصاري "شيخ الإِسلام": سألت يحيى بن عَمَّار عن أبي حاتم ابن حبان فقال: رأيتُه، ونحن أخرجناه من سِجِسْتان، كان له علمٌ كثيرٌ، ولم يكن له كبيرُ دِين، قَدِم علينا فأنكر الحدَّ لله فأخرجناه.

قلت: إنكاره للحدِّ وإثباتكم الحدَّ نوعٌ من فضول الكلام، والسكوتُ من الطرفَينِ أولى، إذ لم يأت نَصّ بنفيِ ذلك ولا إثباتِه، والله تعالى ليس كمثله شيء، فمن أثبتَه قال له خصمه: جعلتَ لله حَدًا برأيك، ولا نص معك بالحد، والمحدودُ مخلوق، تعالى الله عن ذلك.

وقال هو للنافي: ساويت رَبَّك بالشيء المعدوم، إذ المعدوم لا حَدّ له، فمن نَزَّه الله وسكت سَلِم، وتابع السَّلَف.


(١) سياق كلام ابن الصلاح هكذا: "كان واسع العلم، جامعًا بين فنونٍ منه، كثير التصنيف، إمامًا من أئمة الحديث، كثير التصرف والافتنان، يسلك مسلك شيخه ابن خزيمة في استنباط فقه الحديث ونكَتِه، وربّما غلط في تصرّفه الغَلَط الفاحش على ما وجدته".

<<  <  ج: ص:  >  >>