وساق نسبه إلى دارِم، ثم إلى تميم بن مُرّ، ثم إلى عدنان.
كان على قضاء سمرقند مدة طويلة، وكان من فقهاء الدِّين وحُفَّاظ الآثار، والمشهورين في الأمصار والأقطار، عالمًا بالطب والنجوم وفنون العلم. ألف "المُسْنَد الصحيح"، و "التاريخ" و "الضعفاء"، والكتبَ الكثيرة في كل فن، وفَقَّه الناس بسمرقند. وبَنَى له الأمير أبو المظفَّر السامَاني صُفَّةً لأهل العلم، خصوصًا لأهل الحديث. ثم تحوَّل إلى بُسْت، ومات بها.
وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ، من عُقلاء الرجال. ثم ذكر رحلتَه وتصانيفه فقال: خرج له من التصنيف في الحديث ما لم يُسْبَق إليه، وولي القضاء بسمرقند ونَسَا وغيرهما من مدن خُراسان، ودخل نيسابور مرتين، وبنى الخانقاه، وقُرِئت عليه جملةٌ من تصانيفه، وكانت الرِّحلة إلى مصنفاته بخراسان
وقد قال ابن حبان في أثناء "صحيحه": لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفَيْ شيخٍ من إسبِيْجاب إلى الإسكندرية.
وقال الحاكم في ترجمته أيضًا: سمعت أبا علي -يعني النيسابوري، شيخَه- يقولُ وذَكَر كتاب "المجروحين" لأبي حاتم فقال: كان لعُمَر بن سعيد بن سنان المَنْجِبي ابنٌ رَحَل في الحديث، وأدرك هؤلاء الشيوخ، وهذا تصنيفُه، وأساء القول في أبي حاتم.
قال الحاكم: وأبو حاتم كبير في العلوم، وكان يُحْسَد لفضله. ثم أرَّخ وفاته في ليلة الجمعة ثامن شوال سنة أربع وخمسين، ودُفن بقرب داره التي جعلها مدرسةً لأصحاب الحديث، وجعل فيها خِزانة كتب، وجعلها تحت يد مَنْ يبذلها لمن يريد نَسْخَ شيءٍ منها. شكر الله سَعْيَه، وأحسن مثوبته.
قلت: وقوله: قال له النافي: ساويتَ ربَّك بالشيء المعدوم، إذ المعدومُ