فقبَّح الله من وضعه، والعَتْب إنما هو على محدِّثي بغداد، كيف تركوا العشاريَّ يروي هذه الأباطيل.
وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحًا. مات سنة إحدى وخمسين وأربع مئة.
قلت: ليس بحجة، انتهى.
ومولده سنة ست وستين وثلاث مئة، وعرف بالعُشَاري لأن جدَّه كان طويلًا، وكان خيِّرًا، زاهدًا، عالمًا، صَحِب ابن بطَّة، وابن حامد.
قال أبو الحسين ابن الطيوري: قال لي بعض أهل البادية: نحن إذا قُحِطْنا استَسْقَينا بابن العُشاري فنُسْقَى.
قلت: سمعنا "مَشْيَخته" التي خَرَّجها عن أصحاب البَغَوي، وغير ذلك من حديثه الصحيح.
والحديثُ المذكور أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وأوله: "إن الله افترض على بني إسرائيلَ صومَ يومٍ في السنة، يومَ عاشوراء، وهو اليوم العاشر في المحرَّم" فساقه مطوَّلًا، فاختصر المؤلف منه قدر نصفه.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يشك عاقلٌ في وضعه، إلى أن قال: وكأن مع الذي رواه نوعُ تغفُّل، ولا أحسب ذلك إلَّا في المتأخرين، وإن كان ابن معين تكلَّم في ابن أبي الزناد -وحكى كلامَ غيره- ثم قال: فلعل بعض أهل الهوى أدخله في حديثه.
قلت: وقد تقدم في ترجمة النجاد [٥٣٥] أنه عَمِي بأخرَة، وأن الخطيب جَوَّز أن يكون أُدخِل عليه شيء، وهذا التجويز محتَمَل في حق العشاري أيضًا، وهو في حق ابن أبي الزناد بعيدٌ، فقد وثقه مالك، وعلَّق له البخاري بالجزم، والعلم عند الله تعالى.