وأنه سمع على محمد بن سعيد بن زَرْقُون، وعبد الحق بن عبد الرحمن الإِشْبيلي، وأنه سمع أيضًا على ابن الحَرَسْتاني، ويونس بن يحيى الهاشمي، ونَصْر بن أبي الفتوح، وجمعٍ كثيرٍ، وأنه أجاز له السِّلفي، وابن عساكر، وابن الجوزي.
وأنه صنف كتبًا كثيرة، منها ما هو كُرَّاسة واحدة، ومنها ما هو مئة مجلدة، وما بينهما. وذكر منها:"التفصيل في أسرار معاني التنزيل" فرغ منه إلى قصة موسى في سورة الكهف، أربعةٌ وستون سِفْرًا، وسرد منها شيئًا كثيرًا جدًّا.
وقال ابن الأبار: هو من إشبيلية، وأصله من سَبْتة، وأخذ عن مَشْيخة بلدته، ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة، ثم ترك ذلك، ورحل إلى المشرق حاجًّا، ولم يَعُد. وكان يحدِّث بالإِجازة العامة عن السِّلفي، ويقول بها، وبَرَع في علم التصوف.
وقال المنذري: ذكر أنه سمع بقرطبة من ابن بَشْكُوال، وأنه سمع بمكة، وبغداد، والموصل، وغيرها، وسكن الروم، وجمع مجاميع.
وقال ابن النجار: كانت رحلته إلى المشرق سنة ثمان وتسعين.
وقال أبو جعفر بن الزبير: جال في المشرق، وألف في التصوف، وفي التفسير وغير ذلك تواليفَ لا يأخذُها الحَصْر، وله شعر وتصرُّفٌ في الفنون من العلم، وتقدُّمٌ في الكلام والتصوف.
وقال ابن الدُّبَيثي: قدم بغداد سنة ثمان وست مئة، فكان يُومَى إليه بالفضل والمعرفة، والغالبُ عليه طريقُ أهل الحقيقة، وله قَدَمٌ في الرياضة والمجاهدة، وكلامٌ على لسان القوم، ورأيت جماعة يَصِفونه بالتقدُّم والمكانة عند أهل هذا الشأن بالبلاد، وله أتباعٌ، ووقفتُ له على مجموع من تآليفه، فيه