مناماتٌ حدَّث بها عن من رأى النبي ﷺ، ومناماتٌ حدَّث بها عن رؤيته هو النبي ﷺ، وكتب عني شيئًا من ذلك، وسمعت منه مَنَامَيْن.
وقال ابن النجار: صحب الصوفية، وأربابَ القلوب، وسَلَك طريق الفَقْر، وحج وجاور، وصنف كتبًا في علم القوم، وفي أخبار زُهَّاد المغاربة، وله أشعارٌ حِسان، وكلامٌ مليح، اجتمعتُ به بدمشق، وكتبت عنه شيئًا من شعره ونعم الشيخُ هو.
وقرأتُ بخط اليَغْمُوري: أنشدني سعدُ الدين محمد ابنُ شيخنا الإِمام الراسِخ مُحْيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي، فذَكَر شعرًا.
وقال ابن مَسْدي: كان يلقَّب القُشَيري، لقبًا غَلَب عليه لِما كان يشتهر به من التصوف، وكان جميلَ الجُملة والتفصيل، محصِّلًا لفنون العلم، وله في الأدب الشأوُ الذي لا يُلْحَق.
سمع ببلده من أبي بكر بن الجَدّ، ومحمد بن سعيد بن زرقون، وجابر الحضرمي، وبسَبْتة من أبي محمد بن عبيد الله، وبإشبيلية من عبد المنعم الخزرجي، وأبي جعفر بن مَضَاء، وبمُرْسِية من أبي بكر بن أبي جمرة.
وذكر أنه لحق عبد الحق ببَجَاية -وفي ذلك نظرٌ- وأن السِّلفي أجاز له، وأحسَبُها الإِجازة العامة، وله تواليف. وكان مقتَدِرًا على الكلام، ولعله ما سَلِم من الكلام، وكان ظاهريَّ المذهب في العبادات، باطنيَّ النظر في الاعتقادات.
ويقال: إنه لما كان ببلاد الروم، رَكَّبه الملكُ ذات يوم، فقال: هذا بدعوة الأَسْوَدِ خَدَمْتُه بمكة فقال لي: الله يذل لك أعزَّ خَلْقه.