قال الخطيب: حدثني الأزهري أن ابن الجعابي أوصى أن تحرَقَ كتبه فأحرقت، وكان فيها كتبٌ للناس. مات سنة ٣٥٥، انتهى.
واسم جده: محمد بن سالم (١) بن البراء بن سَبْرة بن سيار. قال ابن عساكر: كان واسع الرواية والحفظ.
وقال الخطيب: كان أحد الحفاظ المجوِّدين، صَحِب ابن عقدة، وعنه أخذ الحفظَ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب، والشيوخ، والتواريخ، وكان كثير الغرائب، ومذهبُه في التشيّع معروف.
وقال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كنت أحسَب أنه من الذين يحفظون شيخًا واحدًا، أو ترجمة واحدة، أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة: يا أبا علي، لا تَغْلَط في ابن الجعابي، فإنه يحفظ كثيرًا، فخرجنا من عند ابن صاعد وهو يُسايِرني في طريق بعيد، فقلت له: يا أبا بكر، أيشٍ أسند الثوريُّ عن منصور، فمرَّ فيها، فقلت له: أيشٍ عند أيوبَ عن الحسن؟ فمرَّ فيها فما زلت أجُرُّه من حديث مصر إلى الشام، إلى العراق، إلى أفراد الخراسانيين، وهو يُجِيب، فقلت: أيشٍ روى الأعمشُ، عن أبي صالح، عن أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ جميعًا؟ فأخذ يسرُد، حتى ذكر بضعةَ عشر حديثًا، فحيَّرني حفظه.
وقال أبو الحسن بن رزقويه: كان ابن الجعابي يُمْلي، فتمتلئ السِّكَّةُ التي يُمْلي فيها والطريقُ، وما كان يملي الأحاديثَ بطرقها إلَّا من حفظه.
وذكر أبو عبد الله بن بكير، عن بعض أهل الحديث: أن ابن المظفَّر أملى مجلسًا، قال: فلقيت ابن الجعابي، فسألني عنه، وقال لي: إن شئتَ أُذْكُر لي أسانيدَ أحاديث، وأَذْكُرُ لك المتون، أو بالعكس، فقلت: أذكر المتن، قال: