أفعلُ، فقلت: حديثُ كذا، فقال: هو عنده عن فلان، فقلت: حديثُ كذا، فقال: هو عنده عن فلان، إلى أن أتى إلى آخر المجلس، لم يخطئ في إسنادٍ منها.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: بلغني أن ابن الجعابي تغيَّر بعدنا، فقال: وأيُّ تغيُّر؟ فقلت: هل اتَّهمتَه في الحديث؟ قال: إي والله، قد حدَّث عن الخليل بن أحمد صاحب العَرُوض بعشرين حديثًا مسانيد، ليس لشيء منها أصلٌ.
وقال الخطيب: حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني: سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول: كنت عند الجعابي، فجاءه قومٌ من الشيعة، فدفعوا إليه صُرَّة دراهم، فقالوا: أيها القاضي، إنك قد جمعتَ أسماء محدثي بغداد، وذكرتَ من قدم إليها، وأمير المؤمنين عليّ قد وردها، فنسألك أن تذكره، فقال: نعم، يا غلام هات الكتاب، فجيء به، فكتب فيه "وأمير المؤمنين عليّ يقال: إنه قدمها".
قال ابن رزقويه: فلما انصرفوا، قلت له: أيها القاضي، هذا الذي ألحقتَه في الكتاب مَنْ ذكره؟ فقال: هؤلاء الذين رأيتَهم، أو كما قال.
وقال أبو القاسم التنوخي: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل، فلم يُحْمَد في ولايته.
وقال الخطيب: سألت البرقانيَّ عنه فقال: كان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع، قلت: هل طُعِن في حديثه وسماعه؟ فقال: ما سمعت إلَّا خيرا.
وقال ابن عساكر: حدثنا غيث بن علي قال: قرأتُ في "تاريخ " المُسَبِّحي: قال: مات القاضي أبو بكر الجعابي في رجب سنة ٣٥٥، وكان قد صَحِب قومًا من المتكلِّمين، فسَقَط عند كثير من أهل الحديث.