قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، يقال: مات سنة ٢٨٢.
قال الخطيب: أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا الصولي، عن أبي العيناء قال: سببُ تحوّلي من البصرة، أني رأيت غلامًا ينادَى عليه: ثلاثين دينارًا يساوي ثلاث مئة دينار، فاشتريتُه، وكنت أبني دارًا، فأعطيتُه عشرين دينارًا لينفقها على الصُّنَّاع، فأنفق عشرة، واشترى بعشرة ملبوسًا له، فقلت له: ما هذا؟ قال: لا تعجل، فإن أهل المروءات لا يَعْتَبون على غلمانهم هذا، فقلت في نفسي: أنا اشتريتُ الأصمعيَّ ولم أدر!
قال: وأردت أتزوج امرأةً سِرًّا من بنتِ عمي، فاستكتمتُه، فدفعتُ إليه دينارًا لشراء حوائجَ، وسمك هازِبى (١)، فاشترى غيرَه، فغاظَنِي فقال: رأيتُ أبقراط يذمّ الهازِبى، فقلت: يا ابنَ الفاعلة، لَمْ أعلم أني اشتريت جَالِينُوس، فضربتُه عشرة مَقَارع، فأخذني وضربني سبعًا وقال: يا مولاي الأدبُ ثلاث، وضربتُك سبعًا قِصاصًا، فضربته فرميتُه فشَجَجْتُه.
فذهبَ إلى ابنة عمي وقال: الدينُ النصيحة، ومَنْ غَشَّنا فليس منا، إن مولاي قد تزوج واستكتمني، فقلتُ: لا بد من تعريف مولاتي الخبر، فشجَّني وضربني.
فمنعَتْني بنتُ عمي من دخولي الدار، وحالَتْ بيني وبين ما فيها، وما زالت حتى طلقت المرأة، وسَمَّتْه بنتُ عمي (الغلامَ الناصحَ) فلمِ يمكن أن أكلِّمه، فقلت: أَعْتِق هذا وأستريحُ، فلما أعتقته لَزِمني وقال: الآن وَجَب حقُّك عليَّ.
ثم إنه أراد الحج، فزودتُه، فغاب عشرين يومًا، ورجع وقال: قُطع الطريق، ورأيتُ حَقَّك أوجب.
(١) في "القاموس": "الهَازِبى: جنس من السمك". وفي ص: هارب.