ثم أراد الغزوَ فجهَّزْتُه، فلما غاب، بِعْتُ ما لي بالبصرة، وخرجتُ عنها، خوفًا من أن يرجعَ، انتهى.
واسم جدّه: خلاد بن ياسر بن سليمان، وأصلُه من اليمامة، وهو من بني حَنِيفة من أنفسهم. وجزم المسعودي في "المروج" بأنه مات في هذه السنة في جمادى الآخرة.
قال: وكان من اللَّسَنِ وسُرعة الجواب والذكاء على ما لم يكن أحدٌ من نظرائه، وله أخبار حسان، وأشعار، وهو الذي دخل على المتوكل في قصره فقال: كيف تقول في دارنا هذه؟ فقال: إن الناس بنوا دُوْرَهم في الدنيا، وأنت بنيتَ الدنيا في دارك.
قال: وكان انحدر من بغداد إلى البصرة في زَوْرَق فيه ثمانون إنسانًا، فغرق الزورقُ، فلم يتخلَّص أحد ممن كان فيه غيرُ أبي العيناء، تعلَّق بطرف الزورق فأُخرج حيًّا، فلما دخل البصرة ماتَ.
وقال الخطيب: روى عن الأصمعي، وأبي عُبيدة، وأبي زيد، والعُتْبي، وغيرهم. وكان من أحفظ الناس، وأفصحِهم لسانًا، وأحضرِهم جوابًا، قيل: إنه كُفّ بصره وله أربعون سنة.
قال: ولم يُسْنِد من الحديث إلَّا القليل، والغالبُ على رواياته الحكايات، يقال: إن المنتصر قال له: ما أحسنُ الجواب؟ قال: ما أسكتَ المُبْطِل، وحَيَّر المُحِقّ.
قال أحمد بن كامل القاضي: مات سنة ٨٣.
وقال الحاكم: سمعت عبد العزيز بن عبد الله الأموي يقول: سمعت إسماعيل بن محمد النحوي يقول: سمعت المَحَامِليَّ يقول: سمعت أبا العيناء