ثم ادَّعى أنه سمع عَلَى أبي الحسن بن الصواف راوي "النسائي"، فسألته عن ذلك فقال: سمعتُ عليه أربعين حديثًا من "النسائي" انتقاء نور الدين الهاشمي بقراءته، ثم أخرج بعد مدة "جزءًا" منتقَى من "النسائي" بخطه، ليس عليه طبقةٌ، لا بخطه، ولا بخط غيره، فذكر أنه قرأه بنفسه سنة اثنتي عشرة على ابن الصواف - يعني سنة موته -.
وقد قال في "الجزء" الذي خَرَّجه لنفسه، وأشرتُ إليه قبلُ: سمعت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول بدرس الكاملية سنة اثنتين وسبع مئة، قال رسول اللّه ﷺ:"لا تجتمع أمتي على ضلالة".
قال العراقي: فذكرت ذلك للسبكي فقال: إن الشيخ تقي الدين ضَعُف في أواخر سنة إحدى وسبع مئة، وتحول إلى بستانٍ خارج باب الخرق، فأقام به إلى أن مات في صفر سنة اثنتين وسبع مئة.
قال: ثم ذكر لي مغلطاي، أنه وجد له سماعًا على الشيخ تقي الدين في جُزء حديثي، فسألته عنه فقال: من "سنن الكَجِّي"، فقلت له: مَنْ كتب الطبقة؟ فقال: الشيخُ تقي الدين نفسُه، فسألته أن أقف عليه، فوَعَد، فوجدتُه بعدُ بخِزانة كُتبِه بالظاهرية، فطلبتُه منه فتعلَّل، ثم وقفت في تَرِكته على "سنن أبي مسلم الكَجِّي"، وفيه سماعُه لشيء منه على بنت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد.
وقد دَرَّس الشيخ علاء الدين مغلطاي بالظاهرية بعد موت ابن سيد الناس وبقُبَّة بَيْبَرس والمُنْجِبيَّة وهي مدرستُه خارج باب زَوِيلة، ودَرَّس بالصَّرغَتْمَشِيَّة أوَّلَ ما فُتِحت، ثم صرفه عنها صَرْغَتْمَش نفسه، ولم يَلِها بعدَه محدِّثٌ، بل تداولها مَنْ لا خبرة له بفن الحديث.
ومن تخريجاته:"ترتيب بيان الوَهَم والإِيهام" لابن القطان، و"زوائد ابن حبان على الصحيحين"، و"ترتيب صحيح ابن حبان" على أبواب الفقه، رأيتُهما بخطه ولم يَكْمُلا، والتعقُّب على "الأطراف" للمزي، و "المَيْس إلى كتاب لَيْس"