للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّرَّاس: أيشٍ أكلت اليوم؟ قال: أربعة آلاف تينة، ومئة رغيف، وقَوْصَرَّتَين بصل ومَسْلوخ، ونصف جَرَّة سَمْن، فما بَقَّوا شيئًا حتى خَبَّأوه مني.

وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: كم أكثر شيء أكله ميسرة؟ قلت: مئة رغيف، ونصف مَكُّوك مِلْح، فدعا بفيل، فطَرَح له مئة رغيف فأكلها إلَّا رغيفًا.

وذكرت بإسناد في "تاريخي الكبير"، أن بعض المُجَّان أنزلوه عن حماره، ثم ذبحوه وشَوَوْه وأطعموه إياه على أنه كَبْش، ثم جمعوا له ثمن الحمار.

وقال الأصمعي: نَذَرتْ امرأة أن تُشْبِع ميسرة، فأتته وقالت: اقتصد، فكان الذي أشبعه كفاية سبعين نفسًا. وقيل: إن كان يزوِّق السُّقوف، فطلبه رجل يزوق داره، ثم دعا الرجل ثلاثين رجلًا، وصنع لهم طبائخ، فلما فرغ الطباخ خرج لحاجة، فرأى ميسرة خَلْوة، فنزل فأكل الطعام جميعه وعاد إلى عمله، فجاء الطباخ وليس في المطبخ سوى العظام، فأعلم صاحبَ الدار، وقد حضر الناسُ، فحار ولم يدر من أين أُتِي، وأنكره القوم فصَدَقهم، فنهضوا وعاينوا العظام فتحيَّروا، وقيل: هذا من فعل الجن، فلمح رجل منهم ميسرة وكان يعرفه، فقال: وعندك ميسرةُ! هو الذي أفنى طعامك، فأنزلوه فاعترف وقال: لو كان لي مثلُه لأكلته، فإن شئتم فجرِّبوا.

وقال الدينوري في "المجالسة": حدثنا ابن دِيزيل، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: سمعتهم يقولون لميسرة الأكول: كم تأكل؟ قال: مِنْ مالي أو من مال الغير؟ قالوا: من مالك، قال: رغيفين، قيل: فمن مال غيرك؟ قال اخبِز وَاطْرَح، انتهى.

والذي يتبادر إلى ذهني، أن الأَكَّال غيره، فإن ابن عبد ربه قد وصفه جماعة بالزهد وضَعَّفوه، وأما الأَكَّال فكان ماجنًا.

قال النسائي في "التمييز": ميسرة بن عبد ربه كذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>