عن أبي هريرة ﵁:"أن النبي ﷺ كان إذا عطس خَفَض صوته، وتلقَّاها بثوبه، وخَمَّر وجهه"، انتهى.
وأسند ابن عدي، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: مرض أبو جَزْء فدخلنا عليه نعوده فقال: أسندوني، فأسندوه، فقال: كل ما حدثتكم عن فلان وفلان فليس كذلك، وإنما حدثني به فلان. قال ابن مهدي: فقلنا: جزاك اللّه خيرًا، وخرجنا وإنه لأجَلُّ الناس عندنا، ثم عوفي بعد ذلك، فحدثنا بتلك الأحاديث عن فلان وفلان التي قال: إنه ليست عنده عنهما.
وقال وهب بن زَمْعة، عن ابن المبارك: إنه تَرَك حديثه. وقال ابن المثنى: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه.
ومن طريق بشار بن حسان الأنصاري: كتبت عن نَصْرٍ، فمرض، فجاءني على حمار فقال: أخرج كتاب فلان وفلان، فأخرجتُ الكتب … فذكر نحو ما تقدم.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال أبو داود الطيالسي: غِبْت عنه، فرجعت فإذا هو وحده، فلما رآني بكى وقال: يا أبا داود، لا جزى اللّه عني ابن مهدي، ولا حسين بن عربي، ولا بكر بن عثمان خيرًا، قلت: أنا أردّهم، قال: فإذا الأمر متغيّر، فأُخبرت بقصته، فجعلت أدفع كتبه وآخذ مكانها بياضًا.
وقال ابن مهدي: بعث إليَّ أبو جَزْء وهو مريض فقال: حديث كذا وكذا، كيف كنت كتبتَه عني؟ قلت: حدَّثْتَني عن قتادة، فقال: اجعله عن سعيد عن قتادة، حتى أملى عليَّ أحدَ عشر حديثًا قد كتبتُها عنه، عن قتادة، يُدخل بينه وبين قتادة رجلًا، فقلت له: جزاك الله عن نفسك خيرًا، ما أحسنَ ما صنعت، قال: فلما صح من مرضه، أنكر ذلك، وعاد في روايته عن قتادة، فتركه