للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن عدي: ليس في أصحاب الرأي أكثر حديثًا منه، إلَّا أنه يروي عن الضعفاء الكثيرَ، مثل الحسن بن عمارة وغيره، وكثيرًا ما يخالف أصحابه، ويتَّبع الأثر، وإذا روى عنه ثقة، وروى هو عن ثقة، فلا بأس به، انتهى.

وقال النسائي في كتاب "الضعفاء" لما ذكر أصحابَ أبي حنيفة: أبو يوسف ثقة.

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان شيخًا متقنًا، لم يسلُك مسلك صاحبيه إلَّا في الفروع، وكان يباينهما في الإِيمان والقرآن. ونَقَل عن محمد بن الصباح: كان أبو يوسف رجلًا صالحًا، وكان يسرد الصوم.

وذكر العقيلي بسند صحيح عن ابن المبارك، أنه وَهَّاه، وعن يزيد بن هارون: لا تحل الرواية عنه، كان يعطي أموال اليتامى مُضاربةً، ويجعل الرِّبح لنفسه -يعني أنه كان يقترضها على ذمته-، وعن الفضيل بن عياض، وقيل له: ما تقول في علم أبي يوسف؟ قال: أوَ علمٌ هو؟

وقال الشيرازي في "الألقاب": سمعت عبد الملك بن محمد الرَّامُشِي يقول: لما دُفن أبو يوسف، وقف النظام على قبره فقال:

سقى جَدَثًا به يعقوبُ أمسى … من الوَسْمِيِّ مُنْبَجِسٌ رُكامُ

تلطَّف في القياس لنا فأضحت … حلالًا بعد حُرمتها المُدَامُ

ولولا أن مُدَّته تقضَّت … وعاجَلَه بميتته الحِمَامُ

لأَعْمل في القِياس الفِكْرَ حتى … تَحِلُّ لنا الخريدةُ والغلامُ (١)


(١) غريبٌ جدًّا من مثل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أن يَستَرْوِحَ إلى ذكر أشعار إبراهيم بن سيّار النظّام الباهتة، في الطعن على إمام من أئمة المسلمين وقاضي قضاتهم، وابنُ حجر نفسُه ترجم للنظام مُستدرِكًا على الذهبي في الجزء الأول من هذا الكتاب برقم [١٦٠]، وقال: "من رُؤوس المعتزلة، مُتَّهمٌ بالزندقة" ونَقَل عن ابن قتيبة قولَه في النظّام: "كان شاطرًا من الشُّطّار، مشهورًا بالفسق"، وأنه "عَابَ =

<<  <  ج: ص:  >  >>