وقال ابن النجار في "الذيل": كان فاضلًا لغويًا نحويًا شاعرًا، له مصنفات حسنة، وكان فقيرًا صابرًا متدينًا حَسَن العقيدة، سمع أبا بكر الشافعي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أبا الفرج المُعافَى، وأبا الحسين بن سَمْعُون، وغيرهم.
ومن شعره:
قُلْ لِبَدْر الدُّجى وبحر السَّماحَهْ … والذي راحَتَاه للناس راحَهْ
ما تركتُ الحضور سَهْوًا، ولكن … أنت بحرٌ، ولستُ أدري السِّباحَهْ
وقال أبو سعد المطرِّز: سمعت فارس بن بكران الشيرازي يقول، وكان من أصحاب أبي حيان التوحيدي، قال: لما احتُضِر أبو حيان، كان بين يديه جماعة فقالوا: اذكُرِ اللّه، فإن هذا مقام خوف، وكلٌّ يسعى لهذه الساعة، وجعلوا يذكّرونه ويعظونه، فرفع رأسه إليهم وقال: كأنني أقدم على جُنْدي أو على شُرَطي، إنما أقدم على رب غفور، وقَضَى.
ورأيت في ترجمة نصر بن عبد العزيز الشيرازي، في "طبقات القراء"(١): أنه كان ينفرد عن أبي حيان التوحيدي بنُكَت عجيبة.
وقد ذكر في الفقهاء الشافعية، وحَكَى عنه الرافعي في مسألة الربا في الزعفران، أنه حكى عن أبي حامد المرُّوذي: أنه لا يجري فيه الربا، وهو كثير النقل في مصنفاته عن أبي حامد من المسائل الفقهية وغيرها.
قلت: وقد وقفت على "مثالب الوزيرين" لأبي حيان التوحيدي، والمراد بهما أبو الفضل بن العميد، وأبو القاسم بن عباد، وذكر أن سبب تصنيفها أنه وفد على ابن عبادٍ فاتخذه ناسخًا، وأنه خيَّب أمله بعد مدة مُقامه عنده نحوًا من أربع سنين، ورحل عنه خائبًا.