للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فممَّا استنكرته من كلامه في هذا الكتاب: أنه حكى عن المأمون أنه قال لأبي العتاهية: إذ قال الله لعبده لم لَمْ تطعْني ما يجيبُ؟ قال: يقول: لو وفَّقتني لأطعتُك، قال فيقول: لو أطعتَني لَوَفَّقْتُك، فيقول العبد: أيكون ما يحتاج إليه العبدُ نَسِيئة! وما يُطالب الربُّ نقدًا!.

ووقفت له على رسالة في "تقريظ الجاحظ" أفرط في مدحه فيها، وقال في "كتاب الوزيرين": كان الجاحظ واحدَ الدنيا، وقال في حق ابن العميد، وابن عباد: لو قلتُ فيهما: كانا بالسِّياسة عالمَيْنِ، ولأولياء نعمتَيهما ناصحَينِ، إلى أن قال: فأراهما لو تَنَبَّآ لنزل الوحي عليهما، ولَجُدِّد بهما الشَّرْع، وسَقَط لمكانهما الاختلاف. واستمر في هذا المعنى، وهو دالّ على قلة توفيقه، وعلى إقدامه على إطلاق ما لا يَلِيق.

ورأيت له في تصانيفه تحريفاتٍ، منها: أنه قال في الحديث المشهور: "حُبِّب إلي من دنياكم ثلاث" جَزَم بزيادة ثلاث، لكن لم ينفرد بذلك.

وقال في حديث: "لَيُّ الواجِدِ ظُلم، يُحِلّ عِرْضَه وعقوبتَه" فزاد لفظ: "ظلم" ولم ينفرد بها أيضًا.

وذكر في "كتاب الوزيرين" أنه فارق ابن عباد سنة سبعين وثلاث مئة راجعًا إلى بغداد بغير زاد ولا راحلة، قال: ولم يعطني في مدة ثلاث سنين درهمًا واحدًا، ولا ما قيمته درهم واحد. قال: فلما وقع لي هذا، أخذتُ أَتَلَافَى ذلك بصدق القول في سُوء الثناء، والبادي أظلم.

[وقرأت في كتاب "فلك المعاني" للشريف أبي يعلى ما نصه: كان أبو حيان التوحيدي من شيراز، وهو شيخ الصوفية، وأديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء، وإمام البلغاء، وزاهدُهم ومحققهم، ثم قال سيدي الشيخ الإِمام أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن علي الشيرازي: أنشدنا أبو حيان التوحيدي

<<  <  ج: ص:  >  >>