للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبيْ قُمْ فالمشايخُ في انتظارٍ … قد اجتمعوا وطالِعُكَ النقيبُ (١)

وأسأل طِبَّه: هل من علاجٍ؟ … فيبكي حين أسأله الطبيبُ (٢)

أتى أمرُ الإِله فكُلُّ أمرٍ … سواه لا يُفيد ولا يُصيبُ

إذا اختار العليمُ فلا خِيارَ … وبالتسليم يرتاح اللبيبُ

وحولَك مؤمناتٌ ضارعاتٌ … بآي الذكر مَبْسَمُهُنْ رطيبُ

ينازِلن الفجيعةَ صابراتٍ … ولولا اللَّهُ لارتفع النحيبُ

فيا أمَّاه صبرًا ثم صبرًا … على الَّلأْواءِ واللَّهُ الحسيبُ

حملتِ العبأَ صبرًا واحتسابًا … ولم تهزُزْكِ ضرَّاءٌ قَطوبُ

وكنتِ له على الأيام عونًا … إذا ما يشتكي أنتِ الحَدوبُ

فيا رباه أجزلْ كلَّ خيرٍ … فأنتَ اللَّهُ أفضلُ من يُثيبُ

مضى شيخ الشيوخ تُقَىً وفضلًا … وملءُ إهابه علمٌ رحيبُ

فؤادٌ عامرٌ بالله ذِكرًا … وإلهامٌ له يعنو النجيبُ

ووجهٌ طافحٌ بالور بِشرًا … وتقوىً، تنجلي فيه القلوبُ

ودمعٌ كم ترقرق في الليالي … على الإِسلام تنهشه النُّيُوبُ

تتابعتِ النوائبُ والرزايا … يحار إزاءها الفَطِنُ اللبيبُ

جراحٌ أثخنت، والركبُ أعمى … ورأيك في النوازل لا يخيبُ

حملتَ همومَ أمتنا جميعًا … وهمٌ واحدٌ منها يُذيبُ

وكنتَ النور في دَيْجُور (٣) جيلِ … تَحارُ به المسالك والدروبُ

كشفتَ له العَوارَ فذا يمينٌ … يجيعُكمو لتمتلئ الجيوبُ


(١) النقيبُ: كبير القوم وسيدهم.
(٢) يريد أخي طبيب القلبية أيمن نوَّر الله قلبه بالإِيمان والقرآن الذي كان ملازمًا لوالدي في مرض موته.
(٣) الدَّيجُور: الظلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>