للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذاك يريدُ من (لينينَ) رشدًا … يزخرف قولَه وهو الكذوبُ

دعوتهمو إلى أمرٍ سواءٍ … به الدنيا -إذا اتَّبعوا- تطيبُ

بلادُ الشامِ تسأل مَنْ أتاها … أحقًّا ذلك النبأُ الرهيبُ

أغيَّبتِ البقيعُ إمامَ علم … له العلماء إنْ حاروا يؤوبوا

بكتكَ دمشقُ والشهباءُ ثكلى … وأهل الدين جمعهمو كئيبُ

فيا لكِ فرحةً دامت قليلًا … دهانا بعدها أمرٌ مهيبُ

قلوبٌ بالمحبة طافحاتٌ … أراها اليوم أحبطها الشُحُوبُ

وخاف المسلمون بكل أرضٍ … أَنبعُ العلم حلَّ به النُّضُوبُ؟

بكتك الهندُ حَبْرًا لا يجارى … وقَوَّامًا إذا هجعتْ جُنوبُ

وصلى الجمعُ في استانبولَ غيبًا … كم اجتمعوا وأنت بهم خطيبُ!

قضيتَ العمرَ في تحصيل علم … ولم يوهِنْكَ ضعفٌ أو مشيبُ

أتيتَ ربوعَه والقحطُ بادٍ … ويعلو فيه للبُوم النَّعِيبُ (١)

غذوتَ له من العلماء رهطًا … تولَّوا زرعه فهو الخصيبُ

وكم من مِعضَلٍ ثابرتَ فيه … ولم تعيا فأنتَ له دؤوبُ

كشفتَ غموضَه وأبنتَ فيه … فوائدَ لم يلاحظها الأريبُ

أفي مرضٍ وقد دَنتِ المنايا … تُنقّي عن كتابِكَ ما يعيبُ (٢)

إذا أَسَرَتكَ أوجاعٌ ثِقالٌ … فذهنُكَ في مسائِلِهِ يجوبُ

أيا أرضَ البقيعِ سُقيتِ غيثًا … به يخضرُّ تُربك والسُّهوبُ (٣)

لقد أودعتُ فيكِ أبي وحِبِّي … ومَنْ ذكراه في قلبي لَهيبُ

وددتُ فداءَه نفسي ومالي … ولو أنِّي قضيتُ ولا يغيبُ


(١) النعيب: الصياح.
(٢) يريد تنقيحه في كتاب "الرسول المعلّم "قبل دخوله المستشفى بيوم.
(٣) السُّهُوب: الأراضي الواسعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>