سألهجُ ما حييتُ بما غَذَاني … من الدِّين القويم فلا أحوبُ
حَبَاني ذَوقُه لطفًا وفضلًا … وشجَّعني لينطلق الأديب
سأذكرُه الحَياةَ فإن مضينا … لغايتنا وموعدنا قريبُ
فإن الملتقى جناتُ عدنٍ … بفضل الله والله المجيبُ
لي السلوى بأنك في جوارٍ … شفاعتُه تزول بها الذنوبُ
نشرتَ حديثَه وذببتَ عنهُ … فنلتَ جوارَه وهو الحبيبُ
ومن أولئك محبه الفاضل الأستاذ ياسين مرزا أكرمه الله، وهي بعنوان: "في ذمة الله أبا زاهد".
يا قلبُ حانَ من الحبجبِ فراقُ … كَمْ طَابَ من ذاكَ الحبيبِ عناقُ
قمْ للحبيبِ مودّعًا ومشيّعًا … ودعِ الدموعَ مع الوداعِ تراقُ
واللّه لا ينسى المودّة صادقٌ … لا يعتري قلبَ الصدوقِ نفاقُ
في ذمّة اللّه العظيمِ ممجَدٌ … قدْ شعّ منه النورُ والإِشراقُ
قدْ كان للإِسلام بدرًا في الدّجى … لم يعتريه الخسفُ والإمحاقُ (١)
لم يَحْنِ هَامًا لم يقدِّمْ ذِلَّةً … طَوْدٌ عظيمٌ إنّه العملاقُ
صاغَ العلومَ بحكمةٍ ومهارةٍ … فكساهُ إجلالًا بها الخلّاقُ
في مشرقِ الأرضِ الرحيب وغربها … راحتْ ترددُ علمَه الآفاقُ
كالسلسبيلِ مباركٌ يَهنى به … صادٍ يروّي قلبَهُ الرقراقُ
كالغيث يهطل في البلاد عميمُهُ … كانتْ تنادي باسمِه العشاقُ
(حلبٌ) تنهّل من مَعينِ صفائِه … بل و (الرياض) أصابَها التَرْيَاقُ
بحرٌ يروّي كلّ صُقْع في الدُّنى … بحرٌ يفيضُ وماؤه الدفَّاقُ
ما كنتُ أحسبني أعيشُ لكي أرى … بحرَ العلوم تحوطُه الأعناقُ
(١) خسوف القمر: ذهاب ضوئه. والإمحاق: نقصان جُرْم القمر وضوئه بعد اكتماله بدرًا.