أتعبَ الحاسدين، وَهْو رحيمٌ … حين نال العُلا، وحاز الثَّناءَ
عاش لله، إنّ ذلك يكفي … ثم أعطى ما ينفعُ الأحياءَ
في ظلالِ الرسولِ أدرك … ما أدرك، علمًا، ورِفعةً، وإباءَ
زارعًا في الحياةِ نَبْتًا زكيًّا … ربما كان للحياة دواءَ
ومضى راحلًا إلى اللَّهِ حُبًّا … مثلما يشتهي المحبُّ النداءَ
فلتطِبْ نفسُه بجنةِ خُلدٍ … ضمّتِ المتقين والأنبياءَ
لا غُلُوًّا، بل حُسْنَ ظنٍّ بعبدٍ … مؤمنٍ، ربُّه يُحِبُّ العطاءَ
ومن أولئك تلميذه الفاضل الصالح الكريم الشيخ محمد مجاهد شعبان ﵀ (١)، وهي بعنوان: "وداعًا شيخي الحبيب".
أهلي ومالي والفؤادُ فِدَاكَ … أنا طولىَ عُمْري ما مللتُ هَوَاكَ
يا بحرَ عليم زاخرٍ يا طودَ فكـ … ـــــرٍ راسِخٍ أنَّى يُطالُ عُلاكَ
مَنْ بعدَ ثغْرِك للعلوم يَبُثُّها … بلْ مَنْ لإِسنادِ الحديثِ سواكَ
تبكيكَ عينُ محبٍّ فيكَ ساهرةٌ … ضَلَّ الطريقَ وهَدْيَهُ لولاكَ
لو كان أمرُ الموتِ يُدْفَعُ بالفِدى … دَفَع الكَثيرَ وللعدا أَبقاكَ
أو كانَ يُرجِعُه البُكا لبكيتُه … بغزيرِ دمع يُغْرِقُ الأفلاكَ
الشوقُ يحملني إليْك بطيْبَيةٍ … فأشَمُّ في تُرْبِ البقيعِ شَذاكَ
اللَّهُ ضَمَّك في جوارِ محمدٍ … فاهنأ هنيئًا فالجِوارَ حَباكَ
اللَّهُ يوليكَ الشفاعةَ مِنَّةً … ويجيبُ فيكَ دُعاءَ من حَيَّاكَ
وفي ختام هذه الترجمة العاطرة الناهضة أسوق أبياتًا شفافة رقيقة للأديب الكبير الشاعر الأستاذ محمد سعيد دفتردار رحمه الله تعالى (١٣٢٢ - ١٣٩٢) بتصرف يسير، يرثي بها ابن خالته الشيخ العلامة الفقيه الأديب عمر بن إبراهيم
(١) انتقل إلى ضيافة الكريم وهو يدعو إليه في ١٩/ ٥/ ١٤٢١، ﵀ وأكرم نزله.