للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من توبة عند ربك؟ قال: يا هامةُ هُمَّ بالخير، وافعَلْه قبل الحَسْرَةِ والندامة، إني قرأتُ فيما أنزل الله عليَّ: أنه ليس مِنْ عبدٍ تابَ إلى الله، بالغًا ذنبُه ما بَلَغ، إلَّا تاب الله عليه، فقُمْ فتوضأ، واسجُدْ لله سجدتين، قال: ففعلتُ من ساعتي ما أمرني به، قال: فناداني، ارفع رأسك، فقد أنْزِلَتْ توبتُك من السماء، فخَرَرْت لله ساجدًا.

وكنتُ مع هودٍ في مسجده، مع مَنْ آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه، حتى بكى عليهم وأبكاني.

وكنتُ زَوَّارًا ليعقوب. وكنت مِنْ يوسفَ بالمكان المكين. وكنت أَلْقَى إلياسَ في الأودية، وأنا ألقاه الآن. وإني لَقِيتُ موسى، فعلَّمني من التوراة، وقال: إنْ أنتَ لقيتَ عيسى، فأقرِئْهُ مني السلام، وإني لَقِيتُ عيسى، فأقرأتُه من موسى السلام.

وإن عيسى قال لي: إن أنتَ لَقِيتَ محمدًا، فأقرئه مني السلام. قال: فأَرسَل رسول الله عَيْنَيْهِ وبَكَى ثم قال: عَلَى عيسى السلامُ ما دامت الدنيا، وعليك يا هامةُ بأدائكِ الأمانة، قال: يا رسول الله افعَلْ بي ما فَعَل بي موسى، فإنه علَّمني من التوراة، فعلَّمهُ رسول الله سورةَ المُرْسَلات، وعَمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ كُوِّرت، والمَعوِّذَتين، وقُلْ هو الله أحد، وقال: ارفع إلينا حاجتَك يا هامةُ، ولا تَدَعَنَ زيارتَنا".

قال: فقُبِض رسول الله ولم يَنْعَهُ إلينا، فلستُ أدري أحيٌّ هو أو ميت؟

الحملُ فيه على الكاهِلي، لا بارك الله فيه، مع أنَّ عبد العزيز بن بحير (١) أحدَ المتروكين: قد رواه بطوله عن أبي مَعْشَر.


(١) في حاشية ص: "لعله بَحْر". قلت: في أ ك: "بحر".

<<  <  ج: ص:  >  >>