وعُدَّ الحصول على نسخة منه بعد طبعه فوزًا عظيمًا وظَفَرًا جسيمًا فرحمة الله عليهم ورضوانه العظيم.
وقد وقع في هذه الطبعة الهندية أخطاء كثيرة، وتحريفات عجيبة، وأسقاط مدهشة، ومرجعُ ذلك إلى سَقَم المخطوطة التي اتخذوها أصلًا ومعتمدًا، فإن المعهود في المطبوعات الهندية -سواء على الحجر أم بالحروف الحديدية- الصحَّةُ والسلامة من تلك المآخذ.
وقد أوضحتُ ذلك بإسهاب في مقدمتي لكتاب "مبادئ علم الحديث وأصوله" إذ تحدثت عن فضل علماء الهند في نشر كتب السنة وعلومها.
وكان حق هذا الكتاب "لسان الميزان" أن يحظى بالعناية التامة والخدمة اللائقة به منذ سنوات غير قليلة، بعد أن تيسَّرت سبل الطباعة، وتواصلت المعرفة بالكتب النفيسة المخطوطة ونُسَخِها في المكتبات شرقًا وغربًا، فيُعتمدَ في نشره على نسخة أو نسخ معتبرة صحيحة ويُعادَ طبعُه وتحقيقه، وتقويمُ نصوصه، فيَخرُجَ قويمًا سليمًا خاليًا من الأخطاء والمعايب التي وقعت في طبعته الهندية، ويُعطى من العناية ما يفي بمقامه وأهميته، ليكون (لسان الميزان) حقًّا.
وقد اهتممت به من أكثَرَ من عشر سنوات، وتوجهت إلى نشره والعناية بصدوره مخدومًا بَقدر طاقتي الضعيفة، فجمعت بعض النسخ المخطوطة، وانتخبت أصح النسخ التي وقفت عليها فاتخذتها أصلًا، وسواها من النسخ روادف وروافد لها. وقدمته إلى المطبعة من أكثر من سنتين، حتى يسَّر الله تعالى إتمامَ خدمته وطبعه في هذا العام ١٤١٧ والحمد للّه. وفي خلال عملي به صدرَتْ له طبعات لم تصل إلى المستوى اللائق بهذا الكتاب. تحدثت عنها في أواخر هذه التقدمة.