ﷺ وقال: لُعِنْتَ، فقال علي: ما هذا يا رسول اللّه؟ قال: هذا إبليسُ، قال: فوَثَب إليه فقَبَض على ناصيته وجَذَبه فأزاله عن موضعه، وقال: يا رسول الله أَقتُلُهُ؟ قال: أوَ مَا علمتَ أنه قد أُنْظِرَ؟ فتركه، فوقف ناحية ثم قال: ما لي وما لك يا ابنَ أبي طالب، ما أبغَضَك أحَدٌ إلَّا قد شاركتُ أباه فيه". وذكرَ الحديث.
رُواتُه ثقات سوى ابنَ أبي الأزهر، فالحملُ فيه عليه.
وقال الخطيب في "تاريخه": حدثنا ابن رِزْق، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عُبيد بن الهيثم، حدثنا إسحاق بن محمد أبو يعقوب النَّخَعي، حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن أبي الهَيَّاج، حدثنا هشام بن الكلبي، عن أبي مِخْنَف، عن فُضيل بن خَدِيج، عن كُمَيْل بن زياد، قال: أخَذَ بيدي أميرُ المؤمنين عليّ، فخرجنا إلى الجَبَّان … ، الحديث.
وقال الحسن بن يحيى النُّوبَخْتي، في كتاب "الردّ على الغُلاة": وممن جَرَّد الجُنُونَ في الغلو في عصرنا: إسحاقُ بن محمد الأحمر، زَعَم أن عليًّا هو الله، وأنه ظهر في الحَسَن، ثم في الحُسين، وأنه هو الذي بَعث محمدًا وقال في كتاب له: لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا. إلى أن قال: وعَمِل كتابًا في التوحيد، جاء فيه بجنون وتَخْليط. قلت: بل بزَنْدقة وقَرْمَطَة، انتهى.
وسمَّى الكتابَ المذكور كتابَ "الصراط". ونَقَضَه عليه الفياضُ بن علي بن محمد بن الفياض بكتابٍ سماه "القِسْطاس".
وذكر ابن حزم، أن الفياضَ هذا كان من الغلاة أيضًا، وأنه كان يزعم أن محمَّدًا هو الله، قال: وصَرَّح بذلك في كتابه "القسطاس" المذكور، وكان أبوه كاتَب إسحاق بن كُنْدَاج، وقَتَل القاسمُ بن عبيدِ الله الوزيرُ الفياضَ المذكور، من أجل أنه سَعَى به إلى المعتَضِد.