للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشير إلى أن الوالد غمر الله قبره بالرحمة والمغفرة جعل جُلَّ همّه في خدمته لهذا الكتاب: ضبطَ النص وإخراجه سليمًا محررًا، دون التوسع في التعليق، من تتبع الأحاديث وتخريجها وبيان مراتبها، أو الترجمة للأعلام المذكورين في أثناء التراجم، أو تحرير حال الرواة المترجمين ودراستهم بشكل مفصَّل، أو استيعاب الأقوال فيهم، أو الاستدراك على الحافظ ما فاته ونحو ذلك.

وإن كان وقع له شيء من ذلك فهو قليل ونادر، والنادر لا حكم له، ولذلك أمرني أن أكتب على الغلاف: (اعتنى به) لا (حققه)، وكان يقول: هذا الكتاب يمكن أن يخدم على ثلاثة أوجه (درجات)، وخِدْمَتُه له كانت على نهج الإيجاز لا البسط أو التوسط.

كما أشير إلى أنه اعتنى بشكل المُشْكِل، وما تركه منه غير مشكول فهو مما لم يقف على ضبطه.

كما أودُّ أن أشير إلى أن هذا الكتاب المكنوز المليء بالفوائد والفرائد يحتاج لفهارس موسعة تخدمه وتُظهر درره المكنونة، وقد أراد الوالد رحمه الله تعالى القيام بتلك الفهارس، وأشار إلى ذلك في آخر تقدمته إلَّا أن المنية اخترمته دون أن يفعل شيئًا من ذلك، وقد قمت -بعون الله- بإعدادها وإخراجها، راجيًا من الله التوفيق والسداد، ومن المنتفعين بها صالح الدعاء.

ولقد كانت حياة سيدي العلامة الوالد حَلْقة متقنة من العلم والعمل والدعوة والأدب والبحث والتحقيق والتأليف، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني ويسددني لإخراج ما بقي من كتبه المؤلفة أو المحققة مما أنجزه قبل وفاته، وعاجله الأجل قبل إخراجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>