ولو رَامَها أحدٌ غيرُه … لَزُلْزِلَت الأرضُ زلزالها
قال بشَّار: هل طار الخليفةُ عن فَرْشِه؟
قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا عبدُ الله بن خلف، حدثنا أبو بكر الأُمَوي قال: قال الرشيد لأبي العتاهية: يقولون إنك زِنْدِيق، قال: يا سيدي كيف أكونُ زنديقًا، وأنا الذي أقول:
يا عَجَبًا كيف يُعْصَى الإِله … أمْ كيف يَجْحَدُه الجاحِدُ؟!
… الأبيات.
قال: وكانت وفاته في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة (١)، وقيل: في التي بعدها.
وذكر أبو الفَرَج الأصبهاني في "الأغاني" بسندٍ له، عن محمد بن أبي العتاهية قال: مات أبي سنة عَشْر، قال: وقال الحارثُ بن أبي أسامة، عن محمد بن سَعْد: مات سنة إحدى عشرة.
ثم ساق بسندٍ له إلى رَجاء بن سلمة قال: سمعت أبا العتاهية يقول: قرأت البارحةَ ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾، ثم قلتُ قصيدةً أحسنَ منها.
قلت: وما أظن أن هذا يصحّ عنه، فإن ثَبَت حُمل على أنه كان قبلَ أن يتوب.
وذكر أيضًا بسند له، أنَّ بِشْر بن المُعْتَمِر المعتزلي قال له لما تاب وجلس يَحْجُم: هل كنت تعرف الوقت الذي يَحتاج إليه المَحْجُوم، أو مقدارَ ما يخرج له من الدم؟ فقال: لا، فقال: ما أراك إلَّا أردتَ أن تتعلم الحِجامة في أَقْفاء المساكين.