وقال الأصمعي: حدثنا جعفر بن سليمان أنه قَدِم أيام المنصور ببغداد، فأطافَ به فِتْيانُ بني هاشم، فغَنَّاهم، فإذا حَلْقُه على حاله، وقال: أخذتُ الغِناء عن مَعْبَد، وقال اسم أبيه: جُبير، وقيل: بل أشعب بن جُبيرٍ آخَرُ.
قال الجِعابي: حدثني محمد بن سهل بن الحسن، حدثني مُضارِب بن نُزيل، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان بن فائد، عن أشعب الطَّمَعِ، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄:"أن النبي ﷺ لَبَّى حتى رَمَى جمرة العَقَبة".
قال الجِعابي: كان أشعبُ يقول: حدثني سالم بن عبد الله، وكان يُبْغِضُني في الله، فيقال: دَعْ هذا عنك، فيقول: ليس للحقّ مُتَّرَك.
وقال مَعْدِيّ بن سليمان: حدثني أشعب قال: دخلتُ على القاسم بن محمد، وكان يُبْغِضني في الله، وأحبُّه فيه، فقال: ما أَدْخَلَك عليَّ؟ اخرُجْ، قلتُ: أسألك بوجه الله، لَمَا جَذَذْتَ لي عِذْقًا، ففعل.
وقال عبد الله بن سَوَادة: حدثنا أحمد بن شجاع الخُزَاعي، حدثني أبو العباس بن نَسِيمٍ الكاتب قال: قيل لأشعب، طلبتَ العلم، وجالستَ الناس، ثم أفضيتَ إلى المسألة، فلو جلستَ لنا وسمعنا منك، فقال: سمعتُ عكرمة يقول: سمعتُ ابن عباسٍ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "خَلَّتان لا تجتمعان في مؤمن"، ثم سَكَت، فقالوا: ما هما؟ قال: نَسي عِكْرِمةُ واحدة، ونَسِيتُ الأخرى.
ويروى أنه أكل مع سالمٍ تمرًا فجعل يَقْرِنُ، فقال سالم: إن رسول الله ﷺ قد نَهَى عن القِران، فقال: اسكُتْ، فوالله لو رأى النبيُّ ﷺ رَدَاءة هذا التمر، لرخص فيه حَفْنَةَ حَفْنة.
قال محمد بن أبي الأزهر، قال لنا الزُّبير بن بكَّار: قيل لأشعب في امرأة يتزوّجها، فقال: ابغوني امرأةً أتجشَّأ في وجهها فتَشْبَعُ، وتأكلُ فَخِذَ جَرَادةٍ فتَتْخَم.