للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذَكَر الطَّلْحِي عن أحمد بن إبراهيم قال: وَجَد أشعبُ دينارًا، فكَرِهَ أن يأكله حرامًا وكره تعريفه، فاشترى به قطيفةً وانبعث يعرّفها. ورَوَى نحوها مسعود بن بشر المازني، عن الواقدي، عنه، وكان خالَهُ.

وقال الزبير بن بكَّار، قال الواقدي: لقيتُ أشعب خالي، قال، فقال لي: يا ابن واقد وجدتُ دينارًا، فكيف أصنع به؟ قلت: عَرِّفه، قال: سبحان الله ما أنت في علمك إلَّا في غُرور، قلت: فما الرأي يا أبا العلاء؟ قال: أشتري به قميصًا وأعرّفه بقُباء، قلت: إذًا لا يَعرفه أحد، قال: فذاك أُرِيدُ.

وأورد عِياض في ترجمة الواقدي من "المدارك" (١) هذه الحكاية وتعقَّبها فقال: لا أدري من أشعب هذا، فإن الطامع متقدِّم عن زمن الواقدي، سَمِعَ من سالم بن عبد الله بن عُمَر، قال: وقال أهل العلم بهذا الشأن: لا يُعرَفُ بهذا الاسم غيرُه. هذا كلامه.

فأمَّا شكُّه فيه فلا أَثَر له، فإنَّه الطامعُ لا شك فيه، وقد أدرك الواقديُّ من حياته خمسًا وعشرين سنة، وسيأتي قريبًا أن أبا عاصم سَمِع منه، وقد تأخرتْ وفاتُه عن الواقدي مدة. وأمَّا دعواه أن اسمَه فَرْدٌ، فهو كذلك، فما ذَكَرُوا غيرَه والله أعلم (٢).

قال الهيثمُ بنُ عدي: كان أشعبُ مولى فاطمةَ بنتِ الحسين، قال لرجل سَخَّنَ دَجاجة، ثم رُدَّت فسُخّنت: دَجاج هذا الرجل كآلِ فرعون ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ فضَرَبَتْهُ مئةً لهذا القول، ووَهَبَتْهُ مئةَ دينار.


(١) ٣: ٢١٤ و ٢١٥.
(٢) لكن وجدت الصَّفدي يقول في "الوافي بالوفيات" ٩: ٢٦٩: "أشعب بن عبد الله بن عامر الحُدَّاني … " ذكره قبل ترجمة: أشعب بن جبير الطامع، وهذا وهم من الصفدي، والصواب أنه: أشعث الحدّاني، بالمثلَّثة، كما في "التقريب" رقم ٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>