للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو داود السِّنْجِي، حدثنا الأصمعي (١)، عن أشعب قال: دخلتُ على سالم فقال: حُمِلَ إلينا هَرِيسةٌ وأنا صائمٌ، فاقعُدْ فكُلْ قَصْعَة، قال: فأَمْعَنْتُ، فقال: ارفُقْ، فما بقي يُحْمَل معك، فرجعت، فقالت المرأة: يا ميشوم (٢) بعثَ عبدُ الله بن عَمْرو بن عُثمان يطلبك وقلتُ: إنك مريض، قال: أحسنْتِ، فدخل الحمَّام وتمرَّخ بدُهْنٍ وصُفْرة. قال: وعَصَّبْتُ رأسي، وأخذتُ قَصَبة أتوكَّأ عليها، فأتيته فقال لي: يا أشعبُ، قلت: نعم جُعِلتُ فداءك، ما قمتُ منذ شهرين، قال: وسالم عنده ولا أشعرُ، فقال: ويحك يا أشعبُ، وغَضِب وخرج.

فقال ابنُ عثمان: ما غَضِب خالي سالم إلَّا من شيء، فاعترفتُ وقلت: غَضِبَ من أني أكلتُ عنده هَرِيسة، فضحك هو وجلساؤه، ووهب لي، فخرجتُ فإذا سالم فقال: يا أشعب ألم تأكل عندي الهريسة؟ فقلت: بلى جُعِلتُ فداءك، فقال: والله لقد شكَّكْتَني.

قال: وحدثني الأصمعي قال: مَرَّ أشعبُ فعَبثَ به الصبيانُ، فقال: ويحكم سالمٌ يقسّم تمرًا، فمَرُّوا يَعْدُون، فعَدَا أشعبُ معهم وقال: ما يدريني لعلَّه حق.

وعن أبي عاصم النَّبيل قال: مَرَّ أشعبُ بمن يعمل قُفَّة فقال: أوْسِع، قال ولم يا أشعبُ؟ قال: لعلَّ يُهدى إليَّ فيها. ورُوِيت بإسنادٍ آخر عن الهيثم بن عدي وقال: طَبَقًا.

إبراهيم بن راشد قال: قال أبو عاصم: قيل لأشعب: ما بلغ من طَمَعك؟ قال: لم تُزَفّ عَروس بالمدينة إلَّا قلتُ: يجيئون بها إليَّ. ورواها يحيى بن عبد الرحمن الأعشى، عن أبي عاصم وزاد: فأكنُسُ بيتي.

ابن مخلد العطار، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الدِّيْنَوري، حدثنا عبد الله بن أبي حرب بسَلَمِيَّة، حدثنا عمرو بن أبي عاصم، عن أبيه قال:


(١) كُتِبَ في ص على كلمة (الأصمعي): ظ- يعني: فيه نظر-، وفي الحاشية: "التنظير بخط الذهبي".
(٢) في حاشية ص: "هكذا بخط الذهبي وبعده بياض".

<<  <  ج: ص:  >  >>