مررتُ يومًا فالتفتُّ فإذا أشعبُ ورائي، فقلت: ما لك؟ قال: رأيت قَلَنْسُوَتك قد مالَتْ فقلتُ: لعلها تسقطُ فآخذها، قال: فدفعتها إليه.
وقال ابن أبي يعقوب: حدثنا محمد بن المقرئ، عن أبيه، قال أشعبُ: ما خرجتُ في جنازة فرأيت اثنين يتسارَّان إلَّا ظننتُ أن الميتَ أوصى لي بشيء.
وعن رجل، عَمَّن حدثه قال: قال أشعب: جاءتني جارتي بدينار أوْدَعَتْنِيه، فجعلتُه تحت المصلَّى، فجاءت تطلبه قلت: ارفعي عنه فإنه قد وُلد فخُذِي ولدَهُ ودَعيه، وكنت وضعتُ معه درهمًا فأخذَتْهُ ثم عادت. بعد جُمعة فلم تره فصاحَتْ، فقلت: ماتَ في النِّفاس.
قيل: توفي أشعب في سنة ١٥٤ (١)، فإن صح أنه وُلد في خلافة عثمان، ولا أرى ذاك يصحّ، فقد عُمّر مئة وعشرين سنة، انتهى.
والقِصَّة التي تقدمت عن الواقدي من كلام عياض من الزيادة على الأَصْل، ولفظُ الأزدي بعد قوله:"لا يُكتَبُ حديثُه": رَوَى عن عكرمة، ورَوَى عن أبان، عن عبد الله بن جعفر في التختُّم باليمين.
وذَكَر أبو الفَرَج الأصبهاني في "كتاب الأغاني" عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري، حدثنا محمد بن القاسم بن مهْرُويه، حدثنا العباس بن ميمون، سمعت الأصمعي يقول: سمعتُ أشعبَ يقول: سمعتُ الناس يَمُوجُون في أمر عثمان بن عفان. قال الأصمعي: ثم أدرك المهديّ.
قال: وأخبرنا أحمد، حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا عبيد الله بن الحسن، حدثني محمد بن عمرو بن عثمان قال: قال لي أشعب: أنا حيث حُصِر جدُّك عثمان، أسعى في الدار ألتقطُ السِّهام. قال الزبير: وعاش إلى أن أدركه أبي.
(١) في ص كتب على تاريخ الوفاة: ظ -يعني: فيه نظر-، وفي الحاشية: بخط الذهبي التنظير.