ولكن المؤلف نفسَه ذَهَل أحيانًا، فخالف الخطة أيضًا، وذكر بعض الصحابة في مواضع معدودة، مثل: جُنَيْدة الفِهري (١٩٨٥)، كِنَانة بن أوس (٦٢٣٨)، مروان الأسلمي (٧٦٦٣)، ناجية بن الأعجم (٨٠١٨).
وغفل أحيانًا، فلم يُنبّه على صحابة وهِم الذهبي بذكرهم في "الميزان"، مثل: مُحرِز بن جارية (٦٣١٨)، إلَّا أن ذلك نادر منه.
وهناك ملاحظ أخرى تؤخذ من خلال بعض التراجم، توضّح بعضَ ملامح منهج المؤلف في إيراد التراجم، ونوعيةَ ودرجةَ الجرح الذي يعتبره المؤلف جديرًا لإيراد ترجمة صاحبه في هذا الكتاب، وسيتضح مما سأذكره من الأمثلة أن هناك أنواعًا من الجروح لا يَلتفِتُ إليها المؤلف، ولولا أن الذهبي سبقه إلى اعتبارها لَمَا عرَّج عليها بالكفية.
فمن الجروح غير المعتبرة عند المؤلف:
١ - جرحُ من لا رواية له، ورُمي ببدعة كبدعة التشيع، أو الخروج على الإمام، أو الاعتزال ونحوها.
قال المؤلف في ترجمة مِرْدَاس بن أُديَّة الخارجي (٧٦٤٦): "ولا أعرف لمرداس رواية، ويلزم مِنْ ذِكْرِه ذكرُ من كان على رأيه، ولا يمكن إحصاؤهم، وكذا القولُ في المعتزلة والشيعة، فما كان ينبغي أن يُذكر منهم إلَّا من له رواية، ولكني تبعت (الأصل) وباللّه التوفيق".
وقال في ترجمة عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني (٤٢٩٢): "إنما ذكرته لأن الذهبي قد ذكر خلقًا من نحوه ممن لا رواية له كعبد الرحمن بن مُلْجَم".
وانظر الترجمة (٧١٠٤).
٢ - جَرْحُ مَن أخذ الأجرة على التحديث. قال في ترجمة ابن الأعرابي (٨٥٧): "قال ابن القطان: لم يَعِبْه إلَّا أخذُ البِرْطِيل على السماع. قلتُ: قد