للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله تعالى (اعبدوا ربكم … فلا تجعلوا لله أنداداً) جمعت هذه الآية بين الأمر بعبادة الله تعالى، والنهي عن عبادة ما سواه، ففيه أنه لا بد للتوحيد من الكفر بكل ما عبد من دون الله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد عصم دمه وماله وحسابه على الله) رواه مسلم، فعلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث عصمة الدم والمال بأمرين:

الأول: قول: لا إله إلا الله عن علم ويقين.

الثاني: الكفر بما يعبد من دون الله، فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى، بل لا بد من قولها والعمل بها.

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: وهذا من أعظم ما يبين معنى: لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل اللفظ بها عاصماً للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>