للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم: فكلما اتقى العبد ربه ارتقى إلى هداية أخرى، فهو في مزيد هداية ما دام في مزيد من التقوى، وكلما فوت حظاً من التقوى، فاته حظ من الهداية بحسبه، فكلما اتقى زاد هداه، وكلما اهتدى زادت تقواه.

فالقرآن كله هدى، قال تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) أي أن هذا القرآن العظيم القدر، يهدي للتي هي أقوم أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب، وقال تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين)، وقال تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)، إن القرآن العظيم كالمصباح لهذه الأمة، فلا سبيل لهدايتها إلا به.

والقرآن مثبت على الحق، كما قال تعالى (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا).

[الفوائد]

١ - بيان إعجاز هذا القرآن وأنه من عند الله.

٢ - أن هذا القرآن مكون من هذه الحروف التي يعرفونها ومع ذلك أعجزهم الله أن يأتوا بمثله.

٣ - عظمة هذا القرآن العظيم.

٤ - أن الله يتكلم بحرف وبصوت، لأن قوله (ألم) من كلام الله، وهي حروف.

٥ - الثناء على هذا القرآن بأنه لا ريب فيه ولا شك، بل هو كامل يهدي لكل خير ويقين.

٦ - الترغيب في القرآن لقوله (هدى).

٧ - فضل التقوى وأنها سبب لهداية القرآن.

٨ - أنه كلما زادت تقوى الإنسان ازداد اهتداؤه بهذا القرآن، لأن الحكم إذا علق على وصف ازداد بزيادته ونقص بنقصه.

قال بعض العلماء: درجات التقوى خمس: أن يتقي العبد الكفر، وذلك مقام الإسلام، وأن يتقي المعاصي، والحرمات، وهو مقام التوبة، وأن يتقي الشبهات، وهو مقام الورع، وأن يتقي المباحات وهو مقام الزهد، وأن يتقي حضور غير الله على قلبه وهو مقام المشاهدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>