ثامناً: أهل التوكل على الله هم أهل العزة والاستعلاء.
قال تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
قال في الإحياء: أي عزيز لا يذل من استجار به، ولا يضيع من لاذ بجنابه والتجأ إلى زمامه وحماه، وحكيم لا يقصر عن تدبير أمر من توكل على تدبيره.
تاسعاً: لا توكل بدون إيمان.
قال تعالى (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين).
وقال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
• من أقوال السالف:
قال شيخ الإسلام: وما رجا أحدٌ مخلوقاً أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه، فإنه مشرك، قال تعالى (ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).
وقال: من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله.
وقال بعض العارفين: المتوكل كالطفل لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه.
وقال ابن القيم رحمه الله: ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه، وكان مأموراً بإزالته لأزاله.
قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك في التوكل؟ قال: على خصال أربعة:
علمت أن رزقي لا يأكله غيري … فاطمأنت به نفسي.
وعلمت أن عملي لا يعمله غيري … فأنا مشغول به.
وعلمت أن الموت يأتي بغتة … فأنا أبادره.
وعلمت أني لا أخلو من عين الله … فأنا مستحيٍ منه.