• قال القرطبي: (واذكروا مَا فِيهِ) أي: تدبّروه واحفظوا أوامره ووعيده، ولا تنسوه ولا تضيّعوه.
قلت: هذا هو المقصود من الكُتب، العملُ بمقتضاها لا تلاوتها باللسان وترتيلها؛ فإن ذلك نَبْذٌ لها؛ على ما قاله الشعبي وابن عُيَيْنة.
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (لعل) للتعليل، أي: لأجل أن تتقوا الهلاك في الدنيا والآخرة.
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) أي من بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم توليتم عنه وانثنيتم ونقضتموه.
• قال أبو حيان: أي أعرضتم عن الميثاق والعمل بما فيه.
(فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) أي بتوبته عليكم وإرساله النبيين والمرسلين إليكم.
(لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة.
• ونقض العهد ضرره عظيم من اللعنة وقسوة القلب كما قال تعالى (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَة).
[الفوائد]
١ - أن الله أخذ العهود والمواثيق على بني آدم أن يوحدوه ويؤمنوا به.
٢ - بيان قدرة الله، حيث رفع فوقهم هذا الجبل العظيم.
٣ - وجوب أخذ الإنسان شريعة الله بقوة.
٤ - الحذر من الكسل والتواني في الأعمال الصالحات وهذا ينقسم إلى قسمين:
أولاً: التواني في فعل المأمورات: بأن نتكاسل في فعل الواجبات ونتراخى في فعل المندوبات.
ثانياً: الضعف في ترك المنهيات، بحيث يضعف الإنسان أمام الشهوة الدافعة إلى فعل المعصية.
٥ - وجوب ذكر ما في الكتب السابقة، من وعد ووعيد، وترغيب وتهديد، وهذا الذكر يكون باللسان وبالعمل والتطبيق.
٦ - إثبات فضل الله على بني إسرائيل.
٧ - أن أخذ الشرائع بقوة وذكر ما فيها يكون سبباً للتقوى.